اتجهت الانظار طوال بعد ظهر امس الى مقر الرئاسة الثانية في ​عين التينة​ حيث كان يعقد لقاء بين رئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​ والرئيس المكلف ​حسان دياب​ بحضور المعاون السياسي للرئيس بري الوزير ​علي حسن خليل​، وقد عج بهو المقر ب​الصحافة​ المحلية والعربية لتغطية هذا اللقاء الذي اعتبر لدى كثيرين بانه مفصلي كون ان الطبق الرئيسي على مائدة الرجلين كانت التوليفة الحكومية، حيث وضعت اللمسات الاخيرة على التشكيلة 18 التي يفترض ان يحملها الرئيس المكلف الى ​قصر بعبدا​ لاعلان مراسيمها ما لم تبرز في الربع ​الساعة​ الاخير الشياطين في بعض ​تفاصيل​ها.

اللقاء الذي دام قرابة الساعتين، بقي بعيداً عن الانظار من أوله الى أخره، حيث دخل الرئيس المكلف من الباب الخلفي للمقر وخرج منه، في الوقت الذي كان الاعلاميون ينتظرونه أمام المدخل الرئيسي إما لأخذ صورة او للفوز بكلمة ما، وهوما أدخل هؤلاء في دائرة واسعة من التحليلات والاجتهادات خلال النقل المباشر في الفترات الاخبارية من دون ان تكون لديهم أي اجوبة واضحة او نهائية بالنسبة لموعد ولادة ​الحكومة​، الى ان خرج الوزير خليل عاكساً اجواء ايجابية عن اللقاء وموحياً بأن الحكومة باتت على عتبة التأليف، رافضاً الغوص باية امور تفصيلية تتعلق بهذا الشأن على رغم الحاح الصحافيين عليه بوابل من الاسئلة.

وقال خليل: «اللقاء بين الرئيس بري والرئيس المكلف كان ايجابيا بشكل كبير وهو استكمال للتواصل المستمر، وقد أمن المناخات للاتفاق على تشكيل حكومة من الاختصاصيين، تمثل اوسع الشرائح الممكنة. واعتقد اننا حققنا تقدما الى حد كبير جدا، بما يمكننا القول اننا اصبحنا على عتبة تأليف حكومة جديدة».

وختم: «المهم انها حكومة من الاختصاصيين من 18 وزيرا كما طرح الرئيس المكلف اعتمدت فيها معايير موحدة، المهم اننا على العتبة باتجاه التأليف بأسرع وقت ممكن».

وعلمت «اللواء» من مصادر موثوقة ان اجواء اللقاء كانت ايجابية جداً وجرى تناول ملف التأليف من مختلف جوانبه وقد ابدى الرئيس بري كامل الاستعداد لتسهيل ولادة الحكومة لان مجرد حصول التأليف يخلق مناخات مريحة من شأنها ان تنعكس على مختلف القضايا لا سيما منها الاقتصادية والنقدية. وفهم ايضا ان الرئيس بري تمنى لو يتم توسيع الحكومة لكي تكون اكثر تمثيلا، غير ان هذا الطلب لم يوافق عليه الرئيس المكلف، كما فهم ان الرئيس بري لم يسلم ضيفه اسماء ممثلي الحركة في الحكومة الجديدة.

وكان الرئيس بري وفق المصادر ابلغ كل من فاتحه بأمر التأليف بأن الاولوية لديه هي لتسريع ولادة الحكومة وانه سيبذل قصارى جهده لتأليف هذه الحكومة بعد ان تمنى عليه اكثر من طرف سياسي التدخل.

وقالت هذه المصادر انه من الخطأ توجيه الانظار بالكامل الى عين التينة وكأنها الحل والربط، اذ لا يجوز في حال تعثرت الامور تحميلها المسؤولية، مشددة على ان الاجواء وان كانت ما تزال غير نهائية لكنها غير تشاؤمية، وقد بتنا في مرحلة غربلة الاسماء.

وكشفت هذه المصادر ان مرشح النائب السابق ​وليد جنبلاط​ رجل الأعمال الصناعي وليد عساف، زار كليمنصو امس الاول والتقى رئيس «التقدمي» بحضور رئيس ​اللقاء الديمقراطي​ النائب ​تيمور جنبلاط​ والوزير السابق ​غازي العريضي​، ومستشار رئيس الحزب ​رامي الريس​.

وقد ابلغ عساف جنبلاط اعتذاره عن المشاركة في الحكومة معللا الاسباب التي حملته على اخذ هذا القرار.

وشكر جنبلاط عساف على موقفه مقدرا ظروفه، ومؤكدا حرصه على العلاقة معه ومع عائلته أيا تكن الظروف والمواقع، ومتمنيا له وللمؤسسات التي بناها الراحل توفيق عساف المزيد من التقدم والنجاح والاستمرار والازدهار. وقالت المصادر: «ان المسارات ذاهبة باتجاه حرص الجميع على الخروج بنتائج ايجابية لكن بلوغها لا يمكن الا من خلال تعاون الجميع ولا نستطيع القول ان امر التأليف قد حسم الا بعد ان تُعلن مراسيم التأليف من قصر بعبدا».

وعندما سُئلت المصادر عن رأيها بما يقوله الرئيس ​سعد الحريري​ من انه تم الغدر به سارعت الى نفي ذلك واعتبرت ان الرئيس الحريري هو من غدر بنفسه، فالرئيس بري بقي حتى اخر لحظة متمسكاً به، وحتى عندما سُمي الرئيس دياب من قبل ​الرئيس ميشال عون​ و​حزب الله​ لم يكن الرئيس بري قد تراجع عن تسمية الحريري، ولكن لم يعد لديه من مناص الا الذهاب مع حلفائه بعدما تمسك الحريري حتى اللحظة الاخيرة بموقفه الرافض لقبول التأليف او تسمية احد من قبله.

وكان رئيس ​المجلس النيابي​ قد استقبل النائب السابق ​ناصر قنديل​ الذي قال بعد اللقاء: «كما في كل مرة يكون ​لبنان​ امام مفصل وامام مجموعة من المخاوف والهواجس ومصادر القلق كالتي نعيشها اليوم، يكون دولة الرئيس نبيه بري بوليصة ​التأمين​ التي يبحث عنها ​اللبنانيون​ ويحتاجها اللبنانيون. ولذلك في هذه المرحلة دولة الرئيس يؤكد ان المهم ان تكون لنا حكومة الاولوية هي لتسريع ولادة الحكومة، التفاصيل طبعا تحتاج الى بحث عند المعنيين من فخامة الرئيس الى دولة الرئيس المكلف الى القوى المعنية، لكن دولة الرئيس بما له من مكانة معنوية وما له من مكانة دستورية وكرئيس لكتلة نيابية اساسية، يبذل كل ما يستطيع ان يفعله من اجل تحقيق هذين الهدفين: ان تكون لنا حكومة وان يتم التسريع باستيلاد هذه الحكومة والباقي بنظره تفاصيل. لذلك نأمل خيرا ان تكون خلال ​الساعات​ المقبلة، وان شاء الله قبل نهاية الاسبوع نكون امام حكومة جديدة نزف بشرتها للبنانيين، وان تكون هذه الحكومة قادرة على الاقل أن تشكل المؤسسة الدستورية التي تتصدى للمشاكل والهموم والتي تكثر سواء على الصعيد الاقتصادي او الصعيد الامني او ما ينتظرنا من تحديات على مستوى المنطقة».