أعلن الرئيس العام للرهبانية الاباتي مارون ابو جودة، أننا "نرى كيفَ ينهارُ الوطنُ وكأنّنا أصبحْنا عاجزينَ عن إيجادِ الحلولِ النّاجعةِ حتّى نوقفَ الهدرَ والسّرقةَ ونبدأَ ببناءِ وطنٍ نظيفٍ خالٍ من كلِّ سياسيٍّ فاسدٍ، وبعيدٍ عن هدرِ المالِ العامِّ الّذي يخصُّ كلَّ مواطنٍ ​لبنان​ي".

وخلال حضور ​رئيس الجمهورية​ العماد ​ميشال عون​ في القداس الالهي الاحتفالي الذي أقامته ​الرهبانية الأنطونية​ لمناسبة عيد القديس انطونيوس الكبير، أكد ابو جودة أن "الشّعبُ اللّبنانيُّ، ما زالَ يتطلّعُ إليكم كخشبةِ خلاصٍ له، مستذكرًا جرأتَكُم ضدَّ الفسادِ ومُستغربًا ما آلَتْ إليه الظّروفُ اليومَ". وأكد على أهمية "إيجادِ الحلولِ وقطعِ يدِ كلِّ سارقٍ وناهبٍ المالَ العامَّ مهما علا شأنُهُ وارتفعَ مركزُهُ".

واعتبر ابو جودة أن "الآمالُ الكبيرةُ ما زالَتْ معقودةً عليكم، وكلُّ لبنانيٍّ، لأيِّ عائلةٍ دينيّةٍ انتمى، يعلمُ أنَّ لا ملجأَ لهُ سوى سيّدِ ​بعبدا​، بيّ الكلّ، حامي الدّستورِ الّذي يُنتهَكُ يومًا بعدَ يومٍ مِنْ مسؤولينَ يُفترضُ بهم أن يُؤازروكم في حملِ مسؤوليّةِ الوطنِ، غيرَ أنّ مصالحَهم الشّخصيّةَ والضّيّقةَ تتحكّمُ بقراراتِهم وتَشْغَلُهُم عنِ التّفكيرِ بالمصلحةِ العامّةِ الّتي تقتضي أن يُضَحّوا بذواتِهم من أجلِها".

وتوجه الى الرئيس عون مشيرا إلى أن "الشّعبُ اللّبنانيُّ ينتظرُ من فخامتِكم أنْ تَضْمَنوا له العيشَ الكريمَ والأمانَ والسّلامَ، ويتمنّى عليكم مَسْكَ زِمامِ الأمورِ الماليّةِ لتحافظوا لهم على جنى عمرِهم الّذي ادّخروه بعرقِ جباهِهم، ويحلُمُ أن يتوقّفَ يومًا ما عنِ المطالبةِ بحقوقِه الطّبيعيةِ مِنْ طبابةٍ وتربيةٍ وضمانِ شيخوخةٍ، ويَحْلُمُ بأن لا يبقى سلعةً بيدِ السّياسيّينَ الّذينَ يبيعونَه ويشترونَهُ بِحسبِ مَنْفَعَتِهم الخاصّةِ، فيُذلّونَه ويُهدّدونَه بلقمةِ عيشِه"ِ.

وطلب أبو جودة "إطلاق أيدي القضاةِ الشّرفاءِ، وفتح أبوابَ السّجونِ، وادخال الطّقمُ السّياسيُّ ​الفاسد​ اليها، ففخامتُكم تعلمونَ علمَ اليقينِ مَن هم الّذينَ أوصلوا البلادَ والعبادَ إلى الحضيضِ، تعرفونَهم بأسمائِهم وأنتم وحدَكم تملكونَ الجرأةَ لتسميتِهم ومحاكمتِهم. أنتم أمَلُ اللّبنانيِّينَ فلا تخذلوهُم. محذراً من سقوطِ الهيكلِ على رؤوسِ الجميعِ.

أما بدوره، فلفت رئيس الدير والمعهد الانطوني ​الاب جورج صدقة​، الى أن "​الأزمة​ التي تمرّ بها ​المدارس​ هي خطيرة جداً، لانه متى فقد البلد العلم والثقافة، فقد مقومات ​الحياة​ والتقدم". وأكد على أنه يجب "​تشكيل الحكومة​ فاعلة ومن اصحاب الضمير، لان الوقت بدأ ينفذ والجوع على الابواب والمرض لا يرحم و​المصارف​ تتعثر".

وقد توجه الأب صدقة بالتحية الى "​القوى الامنية​ وخاصة الى ​الجيش اللبناني​ وعلى رأسه القائد العماد جوزف عون، فلكم كل الشكر والدعم ليبقى سلاحكم الشرعي وحده على ارض لبنان" ان مؤكداً على اهمية "​المصالحة المسيحية​ التي هي اساس المصالحة الوطنية".