لفتت صحيفة "آي" في مقال تحليلي نشرته للكاتب باتريك كوبيرن رأى فيه أن ​الولايات المتحدة​ قد تخطئ التقدير في تعاملها مع إيران، لافتا الى أن "طبيعة الأزمة في إيران مختلفة عن الصورة التي يتخيلها الناس في الخارج فالمشكلة ليست تلك السلسلة من الأخطاء التي وقع فيها ​النظام الإيراني​، بل إن سياسات سليماني وخامنئي في ​الشرق الأوسط​ أتت بنتائج عكسية تماما لما كان مخططا له".

وشددت الصحيفة على ان ​ايران​ نجحت خلال الاعوام الأربعة الماضية في توسيع نفوذها في الدول التي بها مجموعات شيعية كبيرة ولكنها لم تتمكن من الحفاظ على الحالات التي أنشأتها في تلك البلدان، لافتة الى أن "الإيرانيين، حسب الكاتب، يجيدون توفير الظروف ولكنهم لا يجيدون استغلالها".

واضافت: "فعلى الرغم من النجاح الإيراني في ​العراق​ و​سوريا​ و​لبنان​ إلا أن ​السلطة​ في هذه البلدان كلها مهددة بالانهيار"، معتبرا أن "​المستقبل​ مرهون بالطريقة التي ترد بها إيران على مقتل قائد ​فيلق القدس​ السابق في ​الحرس الثوري الايراني​ ​قاسم سليماني​، الذي كان يشرف على مناطق النفوذ الإيراني في الخارج"، معتبرة أن "النظام قد يدفع نحو تصعيد النزاع مع الولايات المتحدة، أو يختار طريقا آخر بالتوصل إلى التوقيع على نوع من الاتفاق مع الأميركيين"، مشددة على ان "إيران في وضع حرج، حسب مسؤولين عراقيين يعتقدون أن سياسات خامنئي وسليماني في إدارة المنطقة لم تعد فعالة. ف​الحرس الثوري الإيراني​ أحدث مشاكل في العراق أثقلت كاهل إيران نفسها وتشكل اليوم عائقا في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة".

وأكد الكاتب إن "من مصلحة إيران أيضا، بغض النظر عن موقف الولايات المتحدة، أن تقلل من دورها في المنطقة، وتتوقع من ​الحكومة العراقية​ والأحزاب الشيعية أن تخرج ​القوات​ الأميركية من العراق"، لافتا الى أن "انسحاب القوات الإيرانية من سوريا ممكن أيضا لأن ​النظام السوري​ حسم الحرب لصالحه، والفضل الكبير في ذلك للقوات الروسية وهذا يوحي بإمكانية توصل واشنطن وطهران إلى اتفاق بينهما يقضي بتخفيض نفوذ إيران في المنطقة"، محذرا من أن "المشكلة في قضايا الشرق الأوسط أن كل طرف يتصرف بثقة زائدة في النفس ويعتقد أنه سيقضي على خصمه تماما فقد سبق للولايات المتحدة أن وقعت في فخ الحرب في أفغانستان والعراق وسوريا وسيتكرر معها ذلك إن هي دخلت في مواجهة مباشرة مع إيران."