أشدّ ما يحتاج اليه ​المسيح​يون في هذه الأيام، وفي ظلّ الظروف التي تمرّ بها الاوطان الى الوحدة التي تساعدهم على مواجهة الصعوبات واجتياز المحن التي تعصف بهم والتي تؤدي الى التهجير والتدمير...

"عليكم ب​العدل​، ولا شيء إلّا العدل" هو موضوع تأمّلات أسبوع الصلوات من أجل وحدة المسيحيّين وفي هذا الاسبوع يدعونا الربّ إلى "صحوة" فكريّة ولاهوتيّة، كي نلتقي حول الجوهر والأساس ألا هو سرَّيّ التجسّد والفداء، متخلّين عن مواقف الجدل والاعتراف بأنّ الجميع لم يسعوا فعليًّا إلى التقارب وتخطي الصراعات والبحث عن القواسم المشتركة وإيجاد بعض المخارج اللاهوتيّة والراعويّة، والخروج من التباعد المتبادل ومن اللامبالاة، فهل سنبقى في حالة من الانقسام؟ وعدم الخضوع لعمل الروح ​القدس​؟ والاعتداد بالنفس؟ أم سنترك للعمل الراعويّ مكانًا لإيجاد الحلول المناسبة؟ أو ليس ما يوحّدنا هو من الربّ يسوع، وما يُبعدنا عن الحقيقة يأتي غالبًا من الإنسان نفسه؟ إنّ "الوحدة" لا تعني الذوبان أو تكوين مؤسسة كنسيّة واحدة، بل المحافظة على التراث والتقاليد والروحانيّة في شركة الإيمان الواحد "الوحدة في التعدّدية". الوحدة المسيحيّة تُبنى وتُتابع من أجل الاتّحاد بالمسيح؛ ومن أرقى أهداف وحدة المسيحيّين هي السعي إلى وحدتهم مع المسيح.

الاب نجيب بعقليني الأنطوني