ستتشكَّل ​الحكومة​... ففي نهاية المطاف لا يمكن أن يبقى البلد من دون حكومة.

ستكون حكومة اللون الواحد... ففي نهاية المطاف، حين لا يشارك فيها ​تيار المستقبل​ و​القوات اللبنانية​ و​حزب الكتائب​ لا يمكن أن تكون حكومة وفاقية.

ستنال الحكومة الثقة، فالذين سمُّوا الرئيس ​حسان دياب​ سيُعطونها الثقة.

ستقدم الى ​مجلس النواب​ ​البيان الوزاري​ الذي ستنال الثقة على أساسه.

ولكن ماذا بعد؟

أين ثقة ​الثورة​ الحضارية فيها؟

لا ثقة...

الذين سيمنحون الثقة قد يصل عددهم إلى ستين أو أكثر بقليل.

لكن الإنتفاضة المليونية ستقول "لا ثقة" بصوتٍ مدوٍّ، وعلى الطبقة الحاكمة إما ان تختار الإنحياز إلى الستين صوتًا (وهذا ما ستفعله) وإما ستنحاز إلى شعب الإنتفاضة المليوني (وهذا ما لن تفعله).

***

إذًا ماذا بعد؟

وما هو السيناريو المُعَد؟

حين تقول الإنتفاضة الأصيلة "لا" فإن الصرخة ستكون في الشارع، ما يعني الإستعداد إلى مليونية على الأرض؟

الـ "لا" ليست موجهة إلى الرئيس المكلف، ولا إلى الوزراء، فالموضوع ليس موضوعًا شخصيًا أو موضوعًا ظرفيًا، الموضوع يتعلق بالبرنامج، فما هو برنامج الإنقاذ؟

ما هو برنامج استرداد ​الأموال المنهوبة​.

ما هو برنامج العودة بلبنان إلى عصره الذهبي لا إلى بلد لم يعد أحدٌ يأتي إليه.

وبربكم، لا تتذرعوا بالمندسين أو بمثيري الشغب أو بالفوضويين.

فأصلًا أنتم لم تكونوا يومًا مع الإنتفاضة ببراءتها ونظافتها وإخلاصها وصدقها ومشروعية مطالبها.

فأين أنتم من مليونية الإنتفاضة حين نزل الحضاريون من الشعب المليوني إلى ​ساحة الشهداء​ في ​عيد الإستقلال​.

أين أنتم من شباب وصبايا الثورة حين ملأوا ساحات العاصمة وصيدا و​طرابلس​ والجبل و​بعلبك​ و​كسروان​ وصور والمغتربات في ​باريس​ ولندن وغيرها؟ هل هؤلاء كلهم مندسون؟

***

لنكن صريحين: حتى لو كان هناك مندسون فإن الثورة تُنقِّي ذاتها بذاتها، فلا تحاولوا إيهامنا بأنكم حريصون على ​الانتفاضة​ الأصيلة أكثر من أبناء الثورة، هذا غش وخداع لا أحد يقبله أو يتقبله ولا ينطلي على أي عقلٍ واعٍ.

***

ولنكن في غاية الصراحة: هذه الانتفاضة المليونية الأصيلة لم تنزِل بردًا وسلامًا على الطبقة السياسية الحاكمة، فمنذ اليوم الأول وُضِعَت الخطط للقضاء عليها، وحاولت ​السلطة​ وضع الثوار و​القوى الأمنية​ وجهًا لوجه... لم تنجح كل هذه المحاولات.

ولنتذكَّر جيدًا ما قالته وزيرة الداخلية ريًا الحسن: "طُلب مني ان استخدم ​العنف​ مع الثوار لكنني رفضت"... فماذا تريدون من إدانة أهم من هذه الإدانة؟

المهم، تحاول السلطة اليوم ان تٌعيد إنتاج نفسها من خلال حكومة يقولون إنها من تكنوقراط ومستقلين، لكن بربكم، عن أي مستقلين وتكنوقراط تتحدثون؟

حصة ​التيار الوطني الحر​ و​رئيس الجمهورية​ طرحها الرئيس المكلف مع الوزير ​جبران باسيل​.

حصة ​حزب الله​ و​حركة أمل​ طرحها الرئيس المكلف مع الخليلين ​علي حسن خليل​ والحاج ​حسين خليل​.

حصة ​المردة​ طرحها الرئيس المكلف مع رئيس ​تيار المردة​ ​سليمان فرنجيه​.

حين يكون الأمر مناقشة حصص أفلا تكون حكومة محاصصة؟

***

يمكن ان يُقال وبصوتٍ عالٍ: كان بإمكانكم دولة الرئيس المكلف حسان دياب ان تقدموا برنامجكم المفصّل بكل مطلبٍ محقٍ مهدورٍ لشعب الانتفاضة بدل اضاعة كل الوقت بين السياسيين غير المتفقين مع بعضهم البعض.

دولة الرئيس: اختصاصكم وعملكم في صرحٍ جامعي كبير كان يحتّم عليكم الحفاظ على الامانة التي أوحاها الثوار واستلهام صرخاتهم وانتم تشكلون الحكومة وتضعون الاسماء...

ما تعملون وما عملتم عليه ينتج حكومة تشويق أو "suspense" يخرج منها فريق ويدخل آخر من دون معيار ولا قواعد وكأنكم تعطون الثوار بطاقة مرور خضراء لمفاجآت الشارع... فهل هذا ما تريدونه؟

وهل يتحمّل البلد رهاناتٍ للطبقة السياسية التي اخذت البلاد الى الخراب والإفلاس؟

وفقكم الله...