علق عضو كتلة "الكتائب" النائب ​الياس حنكش​، في حديث لـ"النشرة"، على موضوع تشكيل ​الحكومة​ ​الجديدة​، معتبراً أنّها "تشكلت وفق الذهنيّة القديمة وعلى أساس ​المحاصصة​ ولم تراعِ الأمور العلميّة و​حالة الطوارئ​ التي يمر بها ​لبنان​"، مشيراً إلى أنه "لو شعر القيّمون على التشكيل بخطورة الوضع لشكلوها بطريقة مختلفة كليًا"، مضيفاً أنّها "تأخّرت لأكثر من شهر نتيجة الخلاف على الحصص، وفي نهاية المطاف ظهر أنّ كل الوزراء هم من الاحزاب، في وقت طالب ​الشعب اللبناني​، منذ حوالي مئة يوم، بحكومة من الاختصاصيين المستقلين حتى لا تتفجر الخلافات السّياسية داخل ​مجلس الوزراء​ وتنعكس على الانتاجيّة".

ورأى حنكش أنه "لم يتم الأخذ بمطالب الشعب اللبناني وتم تشكيلها بالطريقة التي شاهدها الجميع، ولكن الفرق هذه المرة انها حكومة من لون واحد"، لافتاً إلى أن "المكتوب يقرأ من عنوانه والأمور تدار بنفس الذهنية السابقة"، مضيفاً: "مع احترامنا لبعض الوزراء داخل الحكومة، لكنها ليست الانقاذية التي يحتاجها البلد ان كان في حجمها أو في طريقة تأليفها"، مشيراً إلى أن "بعض الأمور التي رافقت عملية التأليف مثيرة للاستغراب وتجعلنا نضع علامات استفهام كثيرة على موضوع الاختصاص حيث فشلوا في تأليف حكومة من الاختصاصيين، أما في موضوع الاستقلالية فحدث ولا حرج"، مشدداً على أن "لبنان بأمس الحاجة لكسب ثقة الناس من جهة وثقة ​المجتمع الدولي​ وبالتحديد ​أميركا​ و​أوروبا​ و​الدول العربية​ من جهة اخرى، وظهور بصمات ​حزب الله​ لا اعتقد انه سيكون عنصراً جاذبا للثقة العربية والغربية المنشودة".

ورداً على سؤال حول تأكيد رئيس الحكومة ​حسان دياب​ انه تلقى وعوداً من السفراء الغربيين بالتعاون مع لبنان، لفت حنكش إلى أنه "اذا ربح لبنان يربح الجميع، ولكن في اول تعليق وانطباع لصحيفة غربية حول ​تشكيل الحكومة​ تقول ​صحيفة واشنطن بوست​ ان: لبنان شكل حكومة يسيطر عليها حزب الله وحلفاؤه للمرة الأولى، مما يؤكد على الدور القوي المتزايد للحركة المدعومة من ​ايران​ في لبنان ويخلق مخاوفَ حول امكانية وقدرة لبنان على النهوض ووقف دوامة الانهيار الاقتصادي والسياسي".

واذ أمل أن تستطيع الحكومة العمل على انقاذ لبنان، لفت حنكش إلى أن "لبنان وقع في هذه ​الأزمة​ الكبيرة نتيجة العشوائية في ادارة الشأن العام ومؤسسات ​الدولة​، ووجدنا ان نفس الأشخاص اعادوا تشكيل الحكومة بالطريقة السابقة نفسها، وهي لن تنال ثقة الشارع المنتفض، لأن الممارسات لا تزال نفسها ولم يرَ الشارع أي جدية في التعاطي، وهي لن تستطيع تنفيس الاحتقان الموجود"، آملاً أن يمارس الشارع ضغطاً في الاتجاه الصحيح لناحية الذهاب لاجراء ​انتخابات​ نيابية مبكرة.

وحول امكانية ذهاب الكتل المحسوبة على قوى 14 إذار إلى استقالات جماعية من ​مجلس النواب​، أكد حنكش أنه "لا اعرف اذا كان هناك 14 اذار بعد، ولكن الأمور لا تدار بالشعارات بل بالاجراءات العملية"، لافتاً إلى أن "​كتلة الكتائب​ قدّمت مشروع قانون لتقصير ولاية مجلس النواب، وهذا هو المدخل القانوني الصحيح والوحيد لاجراء انتخابات نيابية مبكرة، وندعو الجميع إلى مواكبتنا في هذه الخطوة ووضع هذا المشروع على رأس جدول الأعمال في أول جلسة تشريعيّة لمجلس النواب".

وأشار حنكش إلى أن "لبنان يعيش اليوم في صلب انهيار اقتصادي ومالي كبير ولا نرى نوراً في آخر النفق، بل ان الخروج من هذه الأزمة يتطلب خطوات عمليّة ومبادرات حقيقيّة، خصوصا اننا لا نملك ترف الوقت، في حين نرى الشركات الخاصة تقفل بالجملة، و​المصارف​ تتعامل باستنسابية مع زبائنها ان كان عبر التحويلات أو الفوائد، بالاضافة الى مشكلة سعر صرف ​الدولار​، وهنا نسأل من أين يأتي الصيارفة بالدولارات"؟!، معتبراً أن "كل هذه الأمور يجب أن تُعالج عبر الذهاب فوراً إلى خطوات انقاذيّة تبدأ بالثقة"، لافتاً إلى أنه "ليس لدينا مشكلة مع شخص رئيس الحكومة حسان دياب ولكن تسمية كتلة الكتائب للسفير السابق ​نواف سلام​ كانت نتيجة وعينا بدقّة المرحلة التي يمرّ بها لبنان ومعرفتنا بالرجل وقدرته وما يتمتع به من مصداقية وشفافية وعلاقات دولية تخدم مصلحة لبنان".