أكد وزير الزراعة والثقافة ​عباس مرتضى​، في حديث لـ"النشرة"، أن توليه لحقيبتين وزاريتين يتطلب جهداً أكبر، مشيرا إلى أن "العمل سيكون مضاعفاً ليتناسب مع حجم التحديات، ونحن في هذه الحكومة سنبذل جهداً استثنائيا من أجل الخروج من الأزمة التي يعاني منها ​لبنان​ والتخفيف من وطأة الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها الشعب اللبناني والعمل على التخفيف من اثارها السلبية على حياتهم اليومية وأمنهم الغذائي والإجتماعي والثقافي".

وعن دمج وزارتي الثقافة والزراعة، أشار مرتضى إلى أن أفضل إجابة على هذا التساؤل هو قول المفكر الكبير ميخائيل نعيمة :"محراثك من حديد، ومحراثي من قصب، وحقلك من تراب وحقلي من ورق، فكلانا مزارع وما الفرق الا في أنك تبذر من كفك وأبذر من قلبي فتستغل لتأكل وأستغل لأؤكل".

من جهة أخرى، لفت مرتضى إلى أن "الخطة التي سيعتمدها في ​وزارة الزراعة​ هي على ثلاث مستويات: على المدى القصير تأمين الامن الغذائي والاجتماعي للمواطنين والمزارعين، وعلى المدى المتوسط حماية المزارعين والحد من المنافسة غير المشروعة وتأمين تصريف الإنتاج واستمرار الدعم، وعلى المدى الطويل خلق أسواق جديدة وزراعات حديثة وحماية المساحات المزروعة وصولاً إلى إستعادة دور ​القطاع الزراعي​ في النظام الاقتصادي ومساهمته في الناتج المحلي"، مؤكداً أن "الموازنة التقشفية يجب ألا تكون عائقاً أمام تطوير القطاع الزراعي، فأولويات الأمن الغذائي وحماية القطاعات المنتجة تتقدم على مقتضيات التقشف"، معتبرأ أن "ترشيد الإنفاق وتحويله إلى القطاعات المنتجة هو السبيل السليم لحسن ادارة الأزمة، لتلافي الآثار السلبية للإنكماش"، مشدّدا على ضرورة "تحسين مواصفات الإنتاج من خلال مراعاة المعايير الدولية في نوعية مياه الري والتربة وبرامج التسميد"، لافتاً إلى "أهمية ضبط العمل الاداري في الوزارة وتفعيل عمل مصالح الزراعة في المحافظات وتطوير التشريعات المتعلقة بالقطاع الزراعي وأولها اقرار قانون الصيدلية الزراعية".

وعن إمكانية زيارته ​سوريا​ في المرحلة المقبلة لمتابعة القضايا التي تهم المزارعين اللبنانيين، أكد مرتضى أن "السياسة الخارجية يرسمها مجلس الوزراء، وبكل الاحوال إذا كانت مصلحة اللبنانيين بشكل عام والمزارعين بشكل خاص تقتضي زيارة سوريا فسأزورها، ولن أتخلى عن مسؤولياتي في أي مجال يمكن أن أخدم فيه لبنان".

أما بالنسبة إلى الزراعات البديلة في ​منطقة البقاع​، شدد مرتضى على "أهمية متابعة دراسة مشروع زراعة القنب الهندي للإستعمالات الطبية والصناعية"، موضحاً أن "الدراسات حوله موجودة، وسنعمل كي يبصر النور في أقرب وقت ممكن لما له من أهمية لمنطقة البقاع في ظل وجود مساحات زراعية شاسعة وخصبة".

وعلى الصعيد الثقافي أشار مرتضى إلى أن "ارتفاع مستويات الوعي الشعبي على مستوى العمل السياسي والمحاسبة يؤشر إلى أهمية إيلاء القطاع الثقافي مطلق الاهتمام على نحو يوجب تعزيز ورعاية الإنتاج الفني الذي يحاكي الهموم الوطنية والتحديات الثقافية، ويتلاقى مع احياء ثقافة المواطنة لدى المواطنين وصانعي القرار، وضرورة تدعيمه بالقوانين الداخلية والاتفاقية الدولية التي تكرس الحماية لكافة المواقع التاريخية التي تعبر عن الحضارات المتعاقبة والمواقع الطبيعية، مع السعي إلى تعزيز الحضور اللبناني في كافة المهرجانات الثقافية العالمية من خلال تعزيز الحريات التي تؤمن البيئة المناسبة للإبداع الفكري والإنتاج الفني واحياء الفنون الشعبية والتراث الشعبي وحفظ الذاكرة الفنية وتأمين الأمن الاجتماعي للمبدعين والفنانين فلا تحد همومهم المعيشية من إنتاجهم الفني والفكري".