أكد رئيس المجلس الأعلى لـ"الحزب السوري القومي الإجتماعي" النائب أسعد رحدان أن "الخطر على بلادنا وشعبنا يتصاعد باستمرار، وارتدادات هذا الخطر تُحدِث تصدّعات في المجتمع، ومنها الانقسامات العمودية في بعض دولنا، لا سيما ​لبنان​. لذلك، كنا وسنبقى في موقع المواجهة، ملتزمين خيار مقاومة الاحتلال والعدوان و​الارهاب​ وخيارالتصدي لكل الأخطار والتحديات".

وفي كلمة له خلال إجتماع لهيئات المنفذيات في لبنان، في فندق "رامادا بلازا" ـ ​بيروت​ لإطْلاعها على الظروف والحيثيات التي أملّت على قيادة الحزب اتخاذ القرار بعدم المشاركة في ​الحكومة اللبنانية​، وشرح الموقف للقوميين والرأي العام، لفت الى حردان الى أنه "لا مشكلة لدينا على الاطلاق مع أي قوة سياسية في لبنان تلتزم الخيارات والثوابت الوطنية التي نؤمن بها، لا بل نحن نحرص على التفاف الجميع حول الخيارات الوطنية للإنتصار على العدو الصهيوني، وللوصول إلى دولة لا طائفية، دولة قوية قادرة وعادلة، تكون على قدر تطلعات اللبنانيين في تحقيق الاصلاح والمساواة والعدالة الاجتماعية".

وأكد أنه "في الأيام القليلة الماضية التي سبقتْ ​تشكيل الحكومة​ في لبنان، حدثَ لغطٌ كبير وجزء من هذا اللغط، اتهامات سيقت وزعمتْ أن ​الحزب القومي​ يعرقل أو يؤخر تشكيل الحكومة، لأنه يتمسك بحقيبة وزارية. هذه اتهامات باطلة وسخيفة، ونحن عاتبون جداً على من سوّق أو تبنّى هذه الاتهامات".

وأشار حردان الى "اننا نحن قوة سياسية كبيرة في البلد عابرة للطوائف والمذاهب والمناطق، ولدينا كتلة نيابية سمّت رئيس الحكومة الدكتور ​حسان دياب​، وقد أبدينا كل اهتمام في تحمل أعباء المرحلة، وفي وضْع كل جهد ممكن في العمل من أجل انقاذ البلد من أزماته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وقد عبّرنا عن هذا الاتجاه في العديد من الموقف"، لافتاً الى أن "هناك أمراً يجب أن يعرفه الجميع، وهو أننا قدّمنا كل التسهيل الممكن للاسراع في تشكيل الحكومة، فلم نلجأ إلى منطق ​المحاصصة​ باسم نرشحه للحكومة، بل زكيّنا تسمية الرئيس دياب للنقيبة ​أمل حداد​، وهي صديقة للحزب نكّن لها كل الاحترام، لكونها لعبت دوراً رائداً من خلال مسؤولياتها السابقة في ​نقابة المحامين​ ولأنها تشكل اضافة نوعية للحكومة".

وشدد على أنه "في ظل الأوضاع التي يشهدها لبنان، نتيجة تفاقم الأزمات المعيشية والاقتصادية والاجتماعية وفي ظل حكومة سابقة تخلت عن مسؤولياتها في ​تصريف الأعمال​، كنا من أشد المطالبين بالاسراع في تشكيل الحكومة، حكومة قادرة على تحمل المسؤوليات على الصعد كافة، غير أن أولوية المحاصصة من قبل البعض، طغت على أولوية المشهد الانقاذي، وحتى الآن لم نتلق تبريراً مقنعاً حول سبب الفيتو الذي وُضع على الاسم الذي زكّيناه. علما أن التبرير في مواقيته، لكن ما نؤكد عليه بأننا لم نكن من المعطلين، ولم يكن هدفنا حصة وزارية، بل تحصين الحكومة بما أمكن من التضامن والجهود الإيجابية".

وأشار الى "اننا رفضنا حصّة في الحكومة، لأننا ضد المحاصصة، وفي هذا الرفض اعتراض صريح على منطق المحاصصة واسلوب الاستئثار اللذين اعتُمدا من قبل واضعي الفيتو على اسم النقيبة أمل حداد، وهذا أمر غير مقبول على الاطلاق".

وأكد أن "الحزب القومي هو من يرسم الدور الذي يضطلع به انطلاقاً من قناعاته وخياراته، وهو ثابت على تحالفاته المعمدة بالدم والشهداء في ​مسيرة​ مقاومة الاحتلال والارهاب ومشاريع التقسيم والتفتيت. وهذا أمر لا نقاش فيه. كما انه حريص على الاطار السياسي العام الحامل للخيارات السياسية الواحدة، مع تأكيده رفض ذهنية الاستئثار والفيتوات،لأن طبيعة هذا السلوك تؤدي الى مزيد من التفكك وتعطل مسيرة النهوض ومعالجة الازمات في البلد، لا بل تعزز المنطق الطائفي والتحاصُص المذهبي".