رأى عضو "تكتل ​الجمهورية القوية​" النائب ​بيار بو عاصي​، أن "​الأزمة​ اللبنانية، لم تكن لا قدرية ولا حتمية، وكنا تجنبناها لو اتخذ قرار سياسي سليم"، معتبرا أن "اللبناني ضحية أمرين على الأقل هما: النقص في الرؤية و​الفساد​، وأن الأزمة الاجتماعية، مرتبطة بالأزمة الاقتصادية، التي بدورها ترتبط بالأزمة النقدية المتأثرة بالأزمة ​المال​ية، التي تنتج من ال​سياسة​"، مشددا على أنه "في غياب القرار السياسي أو الرؤية السياسية، الانهيار نتيجة أكيدة، ومن غير الممكن أن يستمر المجتمع من دون دولة، أو قرار مركزي، فهذا أمر غير واقعي في هذا القرن".

وخلال مشاركته في لقاء مفتوح نظمته منسقية بعبدا في حزب "القوات اللبنانية"، اعتبر بو عاصي أن "الأزمة التي نمر بها، أزمة كبيرة من دون أي شك، وأسوأ ما فيها أنها طالت الجميع من دون استثناء، وتأثرت فيها كل عائلة في لبنان، مما يعد سببا كافيا لاعتبارها الأزمة الأكبر، ومن أولى الأولويات معالجتها"، لافتاً الى انه "في بعض الدول، ​المصارف​ أوقعت ​الدولة​ وأثرت على الناس، ولكن المشكلة لدينا أكبر، لأن سوء إدارة المال العام، أدت إلى ارتفاع ​الدين العام​ بشكل كبير، أوقع خزينة الدولة المربوطة بالمصارف، فسقطت كلها، ودفع المواطن الثمن، والمصارف اشترت اليوروبوند كي تتمكن الدولة من دفع الرواتب، ولكن هذه العملية تمت من ودائع الناس، وبعدها بات هناك شح، لأن استثمارات كبيرة أقيمت بطريقة منهجية خاطئة منذ سنوات، إذ لم يعد للدولة أي مدخول إلا المصارف، وكل مرة عند وصول وقت الاستحقاق، تتخلف الدولة عن الدفع، وتطلب المزيد من الوقت، مما جعل المصارف تتصرف ككونتوار، تستدين منه الدولة بالفائدة".