منذ اليوم والى أن وصلنا إلى اليوم الأول أيضًا، ولكن بعد المئة، يبدو الوضع قاتماً وحاسماً، إذ من المفترض ان تنال حكومة الرئيس دياب الثقة، من الكتل التي سمّت رئيسها، كما ان ​مجلس النواب​ سيصادق على ​الموازنة​ التي وضعتها ​الحكومة​ السابقة وتبنتها الحكومة الحالية. لكن ما يطرح علامة الإستفهام الكبرى هو:

كيف لحكومة لم تنل الثقة بعد ان تناقش الموازنة، فالأَولى ان تنال الثقة أولًا قبل أي عمل آخر.

والشعب الديمقراطي السلمي يرفض هذه الحكومة قلباً وقالباً ومن اذكى الشعارات التي قيلت في الساحات انها حكومة "لملمة فساد الحكومة السابقة".

فعلاً شعب ​لبنان​ ذكي وعندما سألوه عبر احدى شاشات التلفزة من أين لكم هذه المعلومات؟

كان الجواب:

نحن الشعب نعرف السياسيين الذين قهرونا وذلونا وأفقرونا وأفلسونا ونعرف ان لا خلاص على أيدي الطبقة السياسية الفاسدة ان من الوان متعددة أو شركاء من لون واحد.

***

وما لفت نظرنا تصريح أدلى به رئيس الحكومة السابق ​سعد الحريري​ يوم الجمعة الماضي وجاء ردًا على كلام نُسب الى ​رئيس الجمهورية​ في صحيفة "الشرق الأوسط" وجاء في الرد:

"ليتذكر رئيس الجمهورية محميات تياره في ​الكهرباء​ و​القضاء​، وانكم لم توزعوا الحصانات على أحد ولا ترضوا ان تكونوا متراساً لأي اعتداء على ​المال​ العام". فعلاً كلام يستحق التوقف عنده كشعب ​الانتفاضة​ الأصيلة ويا ترى هل تملكون الملفات الملموسة دولة الرئيس الحريري؟

والكلام عموما دولة الرئيس السابق ان لم يكن موثقا ليس له قيمة، خاصة ان لم يظهر الى العلن بكل تفاصيله الى الشعب الثائر الغاضب...

كلام كبير دولة الرئيس الحريري وكيف إذا لاسمح اله كان صحيحاً وانتم كنتم على رأس ​السلطة​ التنفيذية وشركاء في الحكومة وفي الوزارات، فلماذا لم تذكروه في حينه أي منذ 3 سنوات...؟

نعرفكم دولة الرئيس انكم لستم من الرجال الذين يخافون قول الحقيقة مهما كان الثمن غالياً.

وقول ان محميات في ​وزارة الطاقة​ يا ترى ألهذا السبب وصلت كلفة الكهرباء الى 45 مليار ​دولار​؟

ترى دولة الرئيس هل ممكن ان يعطى لشعب الانتفاضة الغاضب شرح ملموس موثق ليبنوا على الشيء مقتضاه؟

فعلاً انه شعب بسيط لا يعرف كيف أُكل وتآكل حقه وحقوقه ولقمة عيشه حتى وصوله الى الافلاس.

أما القضاء، فعلاً ما علاقته؟ وكيف لا يسمح بتدخل القضاء وبأي طريقة لإحقاق الحق والقانون؟

وكيف تقبلتم هذا وانتم دولة الرئيس رئيس السلطة التنفيذية قد يكون هناك لغط أو سوء تفاهم ربما، لكن مؤتمراً صحافياً من تياركم من شأنه ان يكشف كل هذه الأمور.

وللعجب لم يأتِ رد على كلامكم من أي فريق بل قالها الشعب الذكي:

الحكومة الجديدة​ "لملمة فساد الحكومة السابقة".

***

أما تصريح دولة الرئيس السابق فؤاد السنيورة بأن دولة الرئيس ​حسان دياب​ لم يحترم وعده بتوزير اختصاصيين وانها حكومة اللون الواحد والاختصاصيون يتولون حقائب من غير اختصاصهم فعلاً دولة الرئيس السابق اكتشفنا معك البارود.

وكل الشعب يعرف انها حكومة ​الثنائي الشيعي​ والتيار القوي لكن هؤلاء الافرقاء كانوا جميعا شركاء في حكومتين سابقتين وسبق وكان لديكم ​الاكثرية​ القوية ووصلنا جميعا الى الافلاس ما عدا الطبقة السياسية الفاسدة.

الآن ماذا يهم انها حكومة من لون واحد وسترمى علينا بالجملة العقوبات وتبتعد عنا ​الدول العربية​ والدولية أكثر.

عودتمونا اساساً على الألم والظلم والهدر و​الفساد​ أما يكفي على سبيل المثال ذكر وزير واحد متخصص في هذه الحكومة ذات اللون الواحد وزير ​الاتصالات​ ​طلال حواط​ من مواليد طرابلس حائز على ماجيستير في الهندسة الكهربائية وعلوم الالكترونيات عام 1998 في كاليفورنيا يعمل مؤخراً نائب رئيس منطقة الشرق الأوسط لأكبر شركة كندية.

لا نعرفه دولة الرئيس السنيورة السابق لكنه حتماً وأيا كان لون الحكومة، لن يتحفنا بزيادة "همجيّة" على الواتس اب مما أدى الى قلب الطاولة على رؤوس الجميع..

***

لتأتنا حكومة اللون الواحد وما بال الغريق من البلل...

أما ما قيل في حفل التسلم والتسليم في وزارة التربية والتعليم العالي فربما هو "جنحة" من صدمة الفرح إذ قال الوزير طارق المجذوب: نريد أقوالاً لا أفعالاً... والأصح نريد أفعالاً لا أقوالاً.

بسيطة لا نحمّلها أكثر من ذكرها تحصل عند أحسن العائلات.

***

وقبل الختام دولة الرئيس حسان دياب صرحتم بأنكم ستقومون بجولة خليجية بعد نيل حكومتكم الثقة ربما يجب تصويب زيارتكم الى حيث يمكن ان تَلقى الترحيب.

والى اللقاء...