فعلاً لم يعد الشعب الأصيل يصدّق أو ينفعل لشيء، لغاية الآن ومنذ 17 تشرين الأول إلا لتحقيق حقٍ واحد من حقوقه، عدا ذلك، انه ضليع وأكثر من يفهم الطبقة السياسية وتمريراتها لبعضها البعض.

***

وشعب ​الانتفاضة​ على يقين ان ​البيان الوزاري​ سيمر بارداً هنيئاً إذ أن ​الثنائي الشيعي​ أذكى من ان يزيد الأمور تعقيداً أو إستفزازاً وبعده تأتي الثقة ويُسدَل الستار.

بعد 3 أشهر من هدر الوقت مع ترشيح الأسماء من ​بهيج طبارة​ الى ​فؤاد المخزومي​ الى ​سمير الخطيب​ وأخيراً هبط اسم د. ​حسان دياب​ حيث احتضنه فرقاء اللون الواحد وهذا من حقهم.

***

وبدأت مرحلة التأليف بهذا الوقت، الشعب في الساحات والبلد يلفظ انفاسه الأخيرة وهنا النقطة الأهم، توقف الرئيس الحريري عن ​تصريف الأعمال​ بشكل جدي والشعب الغاضب يجدد ثورته على "افساد ​الفساد​" بينما التأليف يأخذ وقته.

والرئيس الحريري يغيب لفترة ثم يعود، وعند موعد اكتمال النصاب على الثقة لطرح ​الموازنة​ "بتخريجة" حكومته، فيقرر ان يكمل بكتلته تأمين النصاب في ​مجلس النواب​.

جلس الرئيس المكلف د. حسان دياب وحيداً حتماً بدون الوزراء وفقاً للقانون، ليقول ضمنياً اننا في هذه الحكومة تبنينا حكومتك يا شيخ سعد، "مرقناها لك ومرقت لنا"، وناقش من ناقش وتكلم من تكلم وصوتوا على الموازنة وإذا أردنا ان نقول ان

الرئيس الحريري رجل دولة يأتي ​لبنان​ أولاً عنده في أولوياته لهذا لم يقف بوجه حكومة اللون الواحد.

السؤال المطروح هو: ما همّ الموازنة بعد ثلاث سنوات مع حكومة متعدّدة الألوان أوصلتنا الى الافلاس؟ بمفهوم شعب الانتفاضة الذكي طول عمر الحكومات متجانسة الالوان وهذا ما حصل.

يا ترى هل مرّر دولة الرئيس الحريري تأمين الجلسة كتمريقة ليحلّوا عن ذكر فاسدي الفساد في حكوماته السابقة؟

آه على ​السياسة​ اللبنانية التي أدت الى خراب وإفلاس البلد.

***

كما ذكرنا الرئيس الحريري، نحن ضمير شعبنا المليوني الأصيل، أحرار في رأينا وامناء، ألم يكن من الأليق والأجدى والأصول المعترف بها حضرة الرئيس المكلف د. حسان دياب ان تنال حكومتكم الثقة وبعدها تنتقلون أدبياً وأنتم أهل الأدب والاختصاص الى ​السراي الحكومي​ والعيش فيه لتبدأ دعوة الأصدقاء للعشاء؟

كلها أسبوع فرق أم تصرفتم كذلك لعدم اضاعة الوقت الثمين والا تنزعجوا من الشعب المنتفض الرافض على سبيل المثال بطرطقة الطناجر والصحون؟

من هذه الناحية معكم حق فعلاً انه إزعاج والشعب المنتفض غير منزعج من افلاسه وخسارة جنى عمره؟

البروتوكول الذي تعودنا عليه منذ ​الاستقلال​ الأول وصولاً للثاني وبحسب القوانين البروتوكولية المعمول بها من أيام أول خريج من Quai d’Orsay السفير المرحوم جورج حيمري ثم نجله السفير المرحوم ​مارون حيمري​، ينتقل رئيس الحكومة بعد نيل الثقة الى السراي الحكومي ولكن الرئيس الشهيد ​رفيق الحريري​ اعاد تشييد مقرّ ​رئاسة الحكومة​ واتقن جناحاً خاصاً للضرورة سكنه قبلكم الرئيس السنيورة، حتماً بعد ان أخذ الثقة بزمنٍ.

وها أنتم دولة الرئيس تخرقون البروتوكول المعتمد.

فمبروك عليكم العيش في مقر السراي الحكومي وهكذا لاحقاً وبعد وضع البلوكات الاسمنتية في محيط مجلس النواب تضعون البلوكات حول السراي الحكومي، وإذا وضعتم الزجاج العازل للصوت يكون أفضل.

***

أياً يكن نقولها بصراحة مزج الألوان عند الضرورة و"مرقللي لمرقلك" عند الضرورة.

وتسألون لماذا أفلسنا؟