وجّه رئيس مجلس ​نبيه بري​ إلى ال​لبنان​يين عموماً والحركيين خصوصاً رسالة بعد الإعلان الاميركي الصهيوني عن الصفقة التي تهدف لتصفية القضية ال​فلسطين​ية، وتغيير وجه المنطقة و​العالم​، وتكريس يهودية الكيان الصهيوني على حساب العرب والمسلمين والمسيحيين، وتصيب إستقرار دول المنطقة ولبنان تحديداً من خلال ​التوطين​ المرفوض ميثاقاً ودستوراً، ولأننا كنّا على الدوام، وسنبقى، الطليعيين في الإلتزام بفلسطين القضية المركزية، وبخيار ​المقاومة​ الذي آمنّا به والتزمناه، ولأن لبنان في عين التصويب والإستهداف في استقراره وأمنه وخياراته، ولأننا المؤتمنون على حياة ابنائه ومستقبلهم، وحتى لا ننجر في الداخل إلى أي موقفٍ يضعف مناعة الوطن وقوته، وفي ظل كل هذه التحديات والمخاطر، ولأن الوطن الذي بذلتم من أجله اغلى ما تملكون شهداء وجرحى وما بدّلتم تبديلا، تدبر له فتنة عمياء، أنتم الأجدر والأولى مع كل اللبنانيين المخلصين، العمل على وأدها في مهدها، وبإنتظار اللحظة التي باتت قريبة لكشف مدبريها، أدعو نفسي، وكل الحركيين، ومن خلالكم كل اللبنانيين إلى الإلتزام بحرفية الآية الكريمة: بسم الله الرحمن الرحيم (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب) صدق الله العلي العظيم، أدعوكم إلى الهدوء وكظم الغيظ والصبر على الأذى. أدعوكم إلى ترك الشارع لمن اختاره سبيلاً للتعبير عن رأيه، أو للمطالبة بحقوقه المشروعة، أو حتى للأسف لمن تسلل إلى الشارع مستخدماً إياه منصة للإفتراء والتجني.

اضاف قائلا "اتركوه لهم، وابقوا في امكنتكم التي تشمخ بحضوركم فيها، كونوا حيث ارادكم الإمام ​موسى الصدر​، في الداخل دعاة حوار، وعلى الحدود مقاومين في مواجهة عدوانية ​اسرائيل​ حماية وذوداً عن الأرض و​الانسان​ من أجل أن يبقى لبنان وطناً نهائياً لجميع أبنائه. وأعلموا أنه كلما كثرت الطعنات من الخلف، أنتم في المقدمة وفي المكان الصحيح. وحسبنا وحسبكم حيال كل محاولات الشيطنة المكشوفة للحركة وأبنائها ومجاهديها أن نعمل ونقتدي بما جاء في ​القرآن الكريم​ و​الإنجيل​ المقدس:

بسم الله الرحمن الرحيم "وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُوْلِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً "(صدق الله العلي العظيم).

وقال ​السيد المسيح​ (ع) .. (وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ).

هذا وعدكم للإمام الصدر وعهدكم للشهداء وللبنان. وكلي ثقة أنكم لم ولن تحنثوا يوماً باليمين والقسم... (وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ) قالها الإمام علّي (ع): "كُنْ فِي اَلْفِتْنَةِ كَابْنِ اَللَّبُونِ لاَ ظَهْرٌ فَيُرْكَبَ وَلاَ ضَرْعٌ فَيُحْلَبَ".