أكد نقيب الصيارفة في ​لبنان​ محمود مراد، في حديث لـ"النشرة"، أن "أكثر من 90 بالمئة من الصيارفة الشرعيين المنتسبين للنقابة يلتزمون بسعر شراء ​الدولار​ الأميركي كما حدّدته النقابة بألفي ليرة لبنانية كحدّ أقصى"، مشيراً إلى أن "النقابة تقوم بجهود كبيرة، ومتابعة يوميّة للتثبّت من إلتزام الصيارفة بهذا السعر"، موضحاً أن "سعر البيع يتراوح بين 2030 و2050، وهامش الربح هو نفسه منذ أن كان ​سعر الدولار​ ثابتاً على 1507 و 1515"، لافتاً إلى أن "الفارق الوحيد اليوم هو في كميات الدولار التي تُعرض علينا".

وكشف نقيب الصيارفة أنه "في إجتماعنا الأخير مع حاكم ​مصرف لبنان​ ​رياض سلامة​، ورئيس لجنة الرقابة على المصارف ​سمير حمود​، والمدعي ​العام المالي​ القاضي ​علي إبراهيم​، جرى البحث في موضوع عدم إلتزام بعض الصيارفة بالسعر المحدد، والمخاطر القانونية لهذا الأمر، ونحن بدورنا كنقابة ننبّه الجميع إلى ضرورة التقيّد بالسعر المحدّد"، مشيراً إلى أن "القاضي إبراهيم أوقف ثمانية صيارفة على خلفية تلاعبهم بسعر الصرف ومخالفتهم للتعاميم الصادرة عن النقابة ومصرف لبنان، وسيكون هناك متابعة وملاحقة لكل المخالفين".

ورأى مراد أن "الهجمة التي تقوم بها الجهات المعنية تجاه المخالفين إيجابيّة، وقد رأينا ان نسبة كبيرة من الصيارفة غير الشرعيين الذين كانوا يتواجدون في بعض الشوارع قد تقلّص وجودهم، كما تم اقفال أكثر من محل لصرف العملة من غير المنتسبين للنقابة في ​الحمرا​"، موضحاً أن "الصيارفة يحصلون على رخصة من مصرف لبنان لمزاولة المهنة، ويخضعون لوصايته ويلتزمون بالقوانين والتعاميم الصادرة عنه، أما المخالف فهو من يتحمل المسؤولية وقد يتعرض للملاحقة القضائية، كما يحق للمصرف المركزي شطبه من لائحة النقابة".

وحول إمكانية عودة سعر صرف ​الليرة​ أمام الدولار لما كان عليه في السابق، أكد مراد أنه لا يستطيع الإجابة عن هذا الموضوع، "وطلبت موعدا من ​وزير المالية​ ​غازي وزني​ للبحث في كل هذه الملفات"، مشدداً على أن "الآلية التي يتم من خلالها تحديد سعر صرف الدولار تخضع للعرض والطلب، وتحديد سعر الشراء من قِبل النقابة تم بناء على تمنٍّ من حاكم مصرف لبنان لمحاولة ضبط الأمور".

وردا على سؤال، لفت مراد إلى أن "الصيارفة يقومون بدور كبير لمصلحة لبنان، ويجب أن يعي الجميع أهميّة ذلك في تأمين الدولارات للتجّار والمستوردين الذين يغذّون السوق بالمنتوجات والمواد الغذائيّة"، نافياً أيّ علاقة تربط الصيارفة ب​المصارف اللبنانية​، مضيفاً: "الكلام عن تواطؤ بيننا أصبح مملاً، علاقتنا مع المصارف غير طيّبة على الإطلاق وفي الاساس ليس لدينا حسابات لديهم، بل أغلقوا جميع حساباتنا منذ 5 سنوات".

من جهة أخرى، كشف مراد أنّ "الصيارفة يأتون بالدولارات من الخارج وذلك عبر شركات الشحن، بحيث نقوم بإرسال العملات الأجنبيّة إلى الخارج ويرسلون لنا الدولارات، كما أنّ للمغتربين اللبنانيين الدور الكبير في إرسال الدولارات إلى لبنان"، آملا أن "يتم الإلتزام بالسعر المحدد بإنتظار ايجاد أمور ايجابيّة من خلال لقاءاتنا الدورية مع حاكم ​المصرف المركزي​".