منذ استلام رئيس الحكومة ​حسان دياب​ دفة ​السلطة​ التنفيذية في ​لبنان​، بدأت سهام الانتقاد تُوجّه إليه، فالرجل الذي لم ينل بعد ثقة ​المجلس النيابي​، يتعرّض لحملات سياسية حينا وشخصية أحيانا، وكل ذلك لأجل القول أن حسان دياب وحكومته المكونة من 20 وزيرا لن ينجحوا في مهمتهم.

هناك إصرار من البعض على أن حكومة دياب لن تقوم بمهمتها، علما أن من يحمّل هذه الحكومة مهمة تغيير الواقع في لبنان خلال أشهر قليلة يكون إما حالما وإما متأمرا عليها، مع العلم أن إنطلاقة عمل الحكومة، توحي بالجدية والنية، وهما امران غابا عن الحكومة السابقة ولو كان اسمها حكومة "الى العمل".

الغريب فيما يجري، بحسب مصادر سياسية مطلعة، حديث البعض عن عدم نية الدول الخارجية مساعدة لبنان، وكأنهم بذلك يتحدثون عمّا يتمنونه، لا عن توقعات أو معلومات، الأمر الذي يُظهرهم وكأنهم أعداء لبنان. وتضيف عبر "النشرة": "سمعنا حديثا عن ضياع مؤتمر "سيدر"، علما أن القيمين عليه لم يقولوا مثل هذا الكلام، بل ان كل ما قالوه هو أنهم على استعداد لمساعدة لبنان بحال التزامه بالإصلاحات، وهو الأمر نفسه الذي كانوا يقولونه لرئيس الحكومة السابق ​سعد الحريري​"، سائلة "لماذا يريدون بالقوة إشاعة أجواء سلبية بشأن ​المستقبل​"؟.

لا شكّ أن دياب يُظهر جدية بالعمل لا مثيل لها، والنتائج بدأت تظهر، لأن العمل بلا نتائج يكون بلا قيمة، فلقاءات رئيس الحكومة في السراي تبدأ منذ الصباح الباكر وتنتهي ليلا، وفيها لقاءات على مستوى عال، كاللقاء الاقتصادي المالي الذي ترأسه رئيس الحكومة منذ يومين، اذ تشير المصادر الى أن اللقاء الذي جمع حاكم ​مصرف لبنان​ ​رياض سلامة​ و​جمعية المصارف​ انعكس سلبا على الوضع المصرفي والمالي، لكنّه بالشكل حمل إيجابيات للعلاقة التي ساءت بالمرحلة الماضية بين الطرفين، وبالمضمون كان إيجابيا أيضا إذ تأكد خلاله رئيس الحكومة أن الحلول ممكنة.

لم يسمع دياب من سفير أي دولة كلاما عن عدم نيّة مساعدة لبنان، بالمقابل سمعنا مثل هذا الكلام عن سياسيين لبنانيين، الأمر الذي تراه المصادر استمرارا ل​سياسة​ نشر الفراغ والفوضى، فمن حاول منع انعقاد جلسات المجلس النيابي، ومن اعترض لتأخير ​الاستشارات النيابية​، ثم اعترض بسبب تحديد موعد الاستشارات، ثم اعترض على تسمية حسان دياب كرئيس مكلّف ل​تشكيل الحكومة​، بعد أن كان معترضا على عدم تسمية أي رئيس حكومة مكلف، ثم اعترض على شكل الحكومة قبل تشكيلها، وبعد تشكيلها، لا يمكن أن يكون قد فعل كل ذلك لأجل لبنان ومصلحته، وها هو اليوم يحاول نشر الإشاعات عن ضياع "سيدر"، ونية ​الولايات المتحدة الأميركية​ عدم التعاطي مع الحكومة الحالية، رغم أن الموقفين اللذين يمثلان طرفي القوة في الإدارة الاميركية الحالية، اختلفا بالشكل وتوافقا على ضرورة عدم قطع العلاقات مع ​الحكومة اللبنانية​ وانتظار عملها.

في الأيام الماضية حاول هؤلاء إشاعة أجواء عن معاداة ​دول الخليج​ للحكومة، الأمر الذي لا يمكن نفيه أو تأكيده حاليا، ولكنه مما لا شكّ فيه يشكل استمرارا لنفس ​السياسة​ القاضية بإفشال كل شي، فهل هكذا تكون المعارضة لاجل لبنان؟.