دائمًا ما يذهب الشخص، عند التزامه ببرنامج غذائي معين، نحو المُحَليّات الصناعية بحثاً عن المذاق الحلو من دون السعرات الحرارية. وارتفع الطلب على هذه المحلّيات بسبب سهولة الحصول عليها والطّعم الحلو التي تضيفها مع "صفر زيادة في الوزن". سوكرالوز، ستيفيا، أسبرتام، ساكارين، كزيليتول وإريتريتول كلّها أسماء لمحلّيات مختلفة.

وللمحلّيات الصناعية أشكال مختلفة: البودرة (مسحوق)، الحبوب والسائل، نجدها مضافة بعدة مشروبات، حلويّات ومنتجات قليلة السعرات الحراريّة أو تباع منفصلة ليضيفها المستهلك فيما بعد الى طعامه. لكن أسئلة عديدة يطرحها الأشخاص الذين يستخدمونها: هل تؤدي للإصابة بأمراض ​السرطان​؟ هل تزيد الشهيّة؟ هل ترفع مستوى السكّر بالدمّ؟.

تنقسم المحلّيات التي ذكرناها سابقا في كمية السعرات الحرارية التي تحتويها. فالساكّارين، الأسبرتام، الـ"أسيسولفامK"، والسوكرالوز (سبليندا) خالية من السعرات الحرارية. أما السوربيتول والكزيليتول فيحتويان على السعرات الحرارية ولكن بنصف كميّة السكّر العادي (2 سعرة حرارية للغرام مقابل 4 لغرام ​السكر​ العادي)، وليسا أكثر حلاوة من السكّر العادي. في المقابل، وبعكس المحلّيات الصناعيّة، فإن محلّي الستيفيا مستخرج ومصفّى من نبتة الستيفيا وهو أيضًا خالٍ من السعرات الحرارية وأكثر حلاوة من السكر العادي.

منذ سبعينيات القرن الماضي، تصاعدت الأسئلة حول علاقة المُحَلّيات الصناعية بالسرطان بعد أن أظهرت دراسات على الفئران إرتفاع بنسبة الإصابة بالمرض الخبيث بعد تناول كمّيّات عالية جدًّا من الساكّارين. على عكس ذلك، وبعد دراسات حديثة أجريت على البشر، لم تتبيّن أي علاقة بين المحلّيات الصناعية وعدّة أنواع من السرطانات. وبالتالي أثبت التجارب والأبحاث العلميّة الحديثة أن لا علاقة بين أمراض السرطان والمحليات الصناعية.

أمّا بالنسبة لمرضى السكّري، فعليهم الحدّ من استعمال المُحَلّيات الصناعية والإكتفاء بكمّيات صغيرة نظرًا لعدم وجود معلومات واضحة حول آثارها على المدى البعيد، ربّما لتأثير المُحَلِّيات على البكتيريا المفيدة في الأمعاء. رغم ذلك، تبيّن أن المُحَلِّيات الخالية من السعرات الحراريّة عمومًا، والستيفيا خصوصًا، لا ترفع معدّل السكر في الدمّ.

ولكن، هل تساعد هذه المُحلّيات على خسارة الوزن؟ وجد الباحثون أنها يمكن أن تؤدّي إلى زيادة الشهية والرغبة بتناول الحلويات عبر تأثيرها على الدماغ. وهنا لا إجابة جازمة حتى الآن عن علاقة هذه المحليّات بالوزن، وذلك لأنها توفّر علينا السعرات الحراريّة من السكّر من جهة، لكنها قد تدفعنا للأكل أكثر من جهة أخرى.

في المحصّلة، سواء أردتم استخدام السكّر العادي أو السكّر الصناعي، استخدموه باعتدال. وإن كنتم تستخدمون المُحَلِّيات الصناعيّة لخسارة الوزن أو ضبطه، تأكّدوا ألاّ تعوّضوا السعرات التي وفّرتموها بالوجبات اللاحقة. فالفكرة ليست في استبدال السكّر الطبيعي بالمحليّات الصناعيّة فقط، بل هو التزام ببرنامج غذائي دقيق.