اعتبر النائب أيوب حميّد أن إقرار ​الموازنة​ العامة لعام 2020 هي محطة أساسية بعد سنين عجاف لم نستطع فيها أن نحقق هذا الإنجاز وهي تحدّد مسار ​سياسة​ حكومة تقوم بواجباتها ومسؤولياتها، وقد يقول البعض أن هذه ​الحكومة​ ليست مسؤولة عن موازنة أقرها ​المجلس النيابي​ فكيف سيكون تعاطيها بعد نيل الثقة بعد موازنة لم تشارك في وضعها، وقد يكون هناك العديد من التساؤلات، نقول أن المعركة الأساس التي تخاض اليوم كانت ولأسبوع مضى تتركز على المجلس النيابي الذي رغم ما يطعن به ويرشق من سهام من قريب أو بعيد، بقي بمكوناته يشكل البقية الباقية من مؤسسات الوطن والتي يناط بها إعادة إحياء باقي المؤسسات لكي نستطيع أن نسير في الاتجاه الصحيح على مستوى معالجة همومنا ومشاكلنا، وكان السعي الخلفي لأولئك الذين يجلسون في المقاعد الخلفية بعيداً عن المقهورين المسحوقين الذين يأنون من ظروف ​الحياة​ وكان الهدف البعيد هو الإنقضاض على هذه المؤسسة.

واشار حميد خلال احتفال تابيني في دير قانون ​رأس العين​، الى انه "في ظل حكومة مستقيلة وفي ظل هذه الصلاحيات التي يتم تجاذبها بين المؤسسات بشكل عام، تبقى هذه المؤسسة "المجلس النيابي" الحصن الحصين لإعادة الحياة الى طبيعتها على المستوى السياسي، لذلك كان التحدي أن يستطيع المجلس النيابي إنجاز الموازنة بعيداً عن مضامينها على الرغم من أنها استطاعت لمرات عديدة ملامسة بعض أوجاع الناس في مضامين بعض بنودها". وأضاف: "صحيح أن الموازنة ليست موازنة إنفاق ولكنها تستطيع أن تعبر ولو بظروف قاسية على المستوى المالي ، ووجودها أفضل من عدمه لا سيما أن رأياً عالمياً ينقب ودولاً تنقب وأناس في الداخل ينتظرون إما أن يتهاوى هذا الوطن أو يستطيع الإستمرار في الحياة".

وتابع: "لقد كسبنا التحدي والرهان في اننا نستطيع السير بالوطن نحو الأفضل وأن ننتظر ​البيان الوزاري​ ليكون هناك ثقة وتعاون بين المؤسسات والقيام بواجباتها في خدمة الناس، نقول أن ​مسيرة​ الألف ميل تبدأ بخطوة ولنبدأ بهذه الخطوة وليكن هناك مراقبة وانتقاد بنّاء، نحن نرحب بأولئك الحريصين على قيامة الوطن ولو أنهم اختاروا أن يكونوا في موقع المعارضة وهو أمر ليس بالجديد على الديمقراطية ونحن بلد ديمقراطي برلماني يستحق أن يكون قبلة الأنظار في الممارسة والمساءلة والمحاسبة في هذا ​العالم​".

وأشار الى ​السرقات​ التي تحدث في كل لحظة تحت مسمى ​صفقة القرن​ والتي نشهد مندرجاتها يومياً، والتي شهدت على مستوى كثير من المناطق والمدن وأوطاننا العربية والاسلامية حشوداً جماهرية تندد بهذه الصفقة، فالرئيس الأمريكي يهب الأرض ويسعى لطرد ما تبقى من أهلها عنها، يلاقيه سارق من جانب آخر لاستكمال السيطرة على ما تبقى من أراضي ​فلسطين​ بالكامل، نقول لهم أن الأمر لن يتوقف وهذا المسار الذي شهدناه من قبل يأتي اليوم الذي هو استكمال لما بدأه ​العدو الاسرائيلي​ في عملية زرع المستوطنات والاستيلاء على الأراضي وإبعاد أبناء فلسطين عن أرضهم وتهويد ​الجولان​ ومحاولة تهويد ما تبقى من الضفة ليكن هناك مجال لكل فلسطيني ليعيش خارج أرضه ويدفن أحلامه وكل التضحيات التي قدّمها.

وقال: "للأسف أن الموقف العربي الرسمي في أحسن حالاته يقول على أنه محايد، فليكن هناك فرصة للحوار والتلاقي بين أبناء فلسطين ومن يمثلهم وبين قادة الكيان الصهيوني، أولئك الرسل الذين شهدوا تلك اللعبة الخبيثة والإعلام الدنيء فليسوا سوى متمظهرين في الحفظ على المقدسات، ولا بد من الإشارة الى تلك السياسات بعيدة المدى التي تقوم على الإنقسامات الداخلية والتناحر بين أبناء الوطن الواحد والتي تخدم المشروع الصهيوني الذي يهدف الى تفكيك المنطقة وجعلها تتناحر ويستقوي بعضها على بعض".