لفت وزير الخارجية ​ناصيف حتي​، في كلمة له خلال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب بشأن خطة السلام الأميركية، في العاصمة المصرية ​القاهرة​، إلى "أنّني أود أن أؤكّد على بعض المبادئ الّتي يقوم عليها موقفها بلدي ​لبنان​، ومنها: أوّلًا، إنّ لبنان ملتزم بمبادرة السلام العربية الّتي انبثقت عن ​القمة العربية​ في ​بيروت​ عام 2002، والّتي تستند إلى رؤية قانونيّة، سواء مبادئ القانون الدولي أو قرارات ​مجلس الأمن​ و​الأمم المتحدة​ ذات الصلة، وأيضًا على رؤية واقعيّة (كثيرًا ما اتُّهم العرب في الماضي أنّهم غير واقعيّين) تستند إلى موقف قانوني؛ والّتي تؤدّي إلى قيام ​الدولة الفلسطينية​ المستقلّة وعاصمتها ​القدس الشرقية​، وعلى ​حق العودة​ ورفض ​التوطين​".

وأوضح أنّ "ثانيًا، وهذا مبدأ ودرس عام، إنّ القضايا الّتي تتعلّق بالحقوق الوطنية للشعوب، وهنا نتحدّث عن الحقوق الوطنيّة للشعب الفلسطيني، لا يمكن أن تحلّ بمنطق تاجر العقارات، فمقايضة الهويّة الوطنيّة ببعض المساعدات الماليّة، بل باحترام هذه الحقوق الّتي لا تتجزأ، وأهمّها الحق في دولة مستقلّة كاملة السيادة للشعب الرازح تحت الإحتلال".

وركّز حتّي على أنّ "ثالثًا، إنّ تقييمنا لأي مبادئ أو مجموعة أفكار أو مقترحات لتحقيق السلام، هو مدى التزامها بمبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وإلى جانب ذلك لرؤية جهات النزاع كافّة، فلا يمكن التفاوض في فراغ مرجعي أو ضمن مرجعيّة مفروضة أحاديًّا". وذكر أنّ "هناك مبدأً أساسيًّا هو أنّ التسوية لتكون دائمة يجب أن تكون عادلة، ولتكون عادلة يجب أن تكون شاملة"، مشيرًا إلى أنّ "في دروس الماضي في المفاوضات المرحليّة والانتقاليّة، رأينا منذ البداية كيف أنّ ​إسرائيل​ قامت بشكل مستمر بمحاول تفريغ هذه المفاوضات وإزاحتها عن طريقها".

وشدّد على أنّ "خامسًا، إنّ إسقاط قواعد ومبادئ القانون الدولي وإسقاط قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، للتعامل مع تسوية الصراع والنزاعات والخلافات الدوليّة، يؤسّس لنظام فوضى دولي، يدفع ثمنها الجميع في أرجاء العالم كافّة وفي أنواع الصراعات والنزاعات القائمة كافّة". كما جزم أنّ "خامسًا، المطلوب منّا ونحن في البيت العربي الّذي يجب أن نعمل على تحصينه جميعًا -فتحصين البيت العربي هو تحصين لبيوتنا الوطنية كافّة- هو توفير أنواع الدعم كافّة للموقف الفلسطيني، والتحرّك دوليًّا وعلى الأصعدة كافّة للعمل على تحقيق السلام، بحسب المرجعيّات الدوليّة ومبادرة السلام العربي".