أكد عضو المكتب السياسي في "​تيار المستقبل​" النائب السابق ​مصطفى علوش​، في حديث لـ"النشرة" أن "كتلة المستقبل النيابية لن تمنح ​حكومة حسان دياب​ الثقة، وهي لم تتخذ قرارها بعد في موضوع المشاركة ب​جلسة الثقة​"، مشيرًا إلى أنه "بعد إعلان الحكومة عن بيانها الوزاري ستجتمع الكتلة وتتخذ الموقف المناسب في هذا الشأن"، موضحا أن "المشاركة في جلسة الثقة تختلف كليا عن مشاركة الكتلة في جلسة مناقشة الموازنة العامة، حيث كان رئيس المجلس النيابي ​نبيه بري​ يسعى لتأمين النصاب للجلسة، ولم يكن هناك إمكانية لترك البلد للفراغ من دون إقرار الموازنة، أما بخصوص جلسة الثقة فالمسألة بحاجة إلى نقاش مع الافرقاء الذين نتلاقى معهم في الخيارات قبل حسم الموقف".

وشدّد علوش على أن "المعارضة هي مسألة ضرورية في الحياة السياسية، والخطأ الأكبر في أي نظام ديمقراطي هو اللجوء إلى منطق حكومات الإتحاد الوطني، إذ يصبح مجلس الوزراء نسخة طبق الأصل عن مجلس النواب، مما يعيق عملية مراقبة الحكومة ومحاسبتها"، مؤكدا أن "كتلة المستقبل ستكون في موقع المعارضة المسؤولة التي تملك خيارات بديلة لمصلحة البلد، ولن تعارض لمجرد الرفض"، لافتا إلى أن "الكتلة من المفترض أن تمنح الحكومة الفرصة في حال لمست بصيص أمل، وستحدد خياراتها وفقا لأمرين، الأول هو البيان الوزاري، وثانيا من خلال مراقبة واقع العمل الحكومي، فلا يمكننا أن نبني رؤيتنا وفقا للوعود فقط".

وحول العلاقة بين رئيس الحكومة السابق ​سعد الحريري​ والسعودية، لفت علوش إلى أن "خروج الحريري من الحكم، وعدم وجود تحالف بينه وبين رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ بعد سقوط ​التسوية الرئاسية​، بالإضافة إلى التنصل من الشراكة مع ​حزب الله​ التي كانت قائمة على المستوى الحكومي، كل هذه الأمور قد تعيد أو تساعد على إعادة بناء تفاهمات معينة بينه وبين المملكة"، معتبرًا أن "حزب الله يضر بمصلحة لبنان، وهذه قناعتي الشخصية بغض النظر عن موقف السعودية منه، والسؤال الذي يُطرح اليوم، أنه إذا كانت العلاقات بين لبنان والجانب السعودي مقطوعة في ظل حكومة يرأسها الحريري وتضم وزراء للحزب التقدمي الإشتراكي و​القوات اللبنانية​، فكيف سيكون الحال مع حكومة محسوبة على رئيس ​التيار الوطني الحر​ جبران باسيل وحزب الله"؟.

وعن الخطوات المطلوبة للخروج من الأزمة، اعتبر علوش أن "لبنان كان أمام فرصة قبل شهرين للنهوض من أزمته، وذلك من خلال تشكيل حكومة من الإختصاصيين المستقلين تكون خالية من وجود حزب الله وحلفائه، ولكن للأسف هذه الفرصة لم تصل إلى خواتيم ايجابية وأصبحت خلفنا"، مشيرًا إلى أن "الحل الوحيد اليوم هو بأن يقوم الحزب بإعطاء فرصة للبلد عبر إبدائه المرونة المطلوبة، ووقف عدائه المفتوح مع الدول العربيّة والغربيّة لما فيه مصلحة لبنان، رغم علمي بأن هذا المطلب يستحيل تلبيته من قِبل الحزب"، لافتًا إلى أنه "على المدى البعيد أرى أن لبنان بحاجة إلى رؤية جديدة على المستوى السياسي، قد تكون ربما عبر تطوير ​إتفاق الطائف​"، مشيرا الى أن "لبنان يعيش حاليًا في مرحلة الإنهيار، ولكن لم نصل للأسوأ بعد، ولكن الأمور لا تبشر بالخير مع إستمرار الأزمة الاقتصادية والمالية وعدم العمل على معالجتها".

من جهة أخرى، شدّد علوش على أن "صفقة القرن التي أعلن عنها الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ قبل أيام، ولدت ميتة وإسرائيل في الأساس وافقت عليها لإرضائه، وهي ستتذرع في المستقبل بعدم وجود شركاء لتطبيقها، وستبقى على عدائها وعدوانيتها تجاه محيطها"، معتبرا أن "الموقف العربي منها سواء كان سلبيًا أم ايجابيًا لن يكون له تأثير على مجرى الأمور".