أوضحت مصادر مطّلعة لصحيفة "الجمهورية" أنّ "الأوساط السياسيّة منقسمة في توقعاتها حيال ما سيكون عليه التعاطي العربي والدولي مع الحكومة، إذ انّ فريقًا منها يرى أنّ هذه الحكومة ستُعطى فرصة حتّى تُثبت جدارتها وقدرتها على تحمّل المسؤوليّة وإجراء إصلاحات مقنّعة للعرب والدول الغربية، فإذا نجحت سيتمّ في هذه الحال تقديم المساعدات والدعم الموعود في إطار "​مؤتمر سيدر​" وغيره من قروض ميسّرة ومن صناديق دوليّة وعربيّة وعالميّة".

وبيّنت أنّ "في المقابل، فإنّ فريقًا آخر يرى أنّ كثيرًا من العواصم العربيّة والغربيّة لن تعطي الحكومة أي فرصة، وأنّها أصدرت أحكامها المسبقة عليها منذ تأليفها، وهي تنظر إليها على أنّها "حكومة ​حزب الله​ وحلفائه"، وأنّ هؤلاء باتوا يُمسكون بالسلطة والقرار في ​لبنان​ وبالتالي من الصعب التعاون معهم، خصوصًا أنّ الخيارات السياسيّة متناقضة، في الوقت الّذي لم يظهر حتّى الآن أنّ الأزمات المحتدمة في المنطقة اقتربت من الحلول، بل أنّ ما يحصل هو تصعيد يومي خصوصًا في ​سوريا​ واليمن هذه الأيام".

وأشارت المصادر إلى أنّ "العواصم الغربيّة ليست متّفقة على نظرة واحدة إلى ​حكومة حسان دياب​"، لافتةً إلى أنّ "​فرنسا​ مثلًا تتمايَز في الموقف عن ​الولايات المتحدة الأميركية​ ودول غربيّة أُخرى، حيث أنّها ترى وجوب التعاطي إيجابًا مع ​الحكومة اللبنانية​ الجديدة انسجامًا مع منطق التهدئة الّذي يتحرّك على "النوتة" نفسها بين لبنان و​العراق​". وذكرت أنّ "في لبنان تعمل حكومة دياب على إعداد بيانها الوزاري على وقع استمرار الحراك ولكن بوتائر مخفوضة إلى حدّ كبير، وفي العراق تمّ تكليف ​محمد توفيق علاوي​ ​تشكيل الحكومة​ في ظلّ أجواء عراقيّة مشابهة للأجواء اللبنانيّة".