أكد المنسق الخاص للأمم المتحدة في ​لبنان​ يان كوبيتش خلال لقاء في نقابة المحررين أن "الإعلام يواجه تحديّات في هذه الظروف الصعبة التي يواجهها لبنان"، لافتا الى أنه "من مواقعي السابقة التي شغلتها في الإمم المتحدة، تعلمت أن أقدر الدور الذي يلعبه الإعلام والدور الذي يلعبه الإعلاميون ليوصلوا الصورة وأنا حريص أن تبقى حقوقهم محفوظة ليستمرّوا في إيصال الصورة بشكل شفاف بعيد عن أي ضغط سياسي أو أي تهديد شخصّي أو قانوني يمكن ان يتعرّضوا له، خصوصًا في بلد كلبنان وفي هذه المرحلة الصعبة".

واضاف :"انا سعيد أن الإعلام في لبنان استطاع ومنذ بداية الأحداث ولغاية اليوم ان يلعب دورًا ويشارك في التغيير الذي حصل في البلد وأنا حريص أن تبقى حقوق الإعلام والإعلاميين محفوظة لكي يستمرّوا في إيصال الصورة، وأنا حريص على ألا يبقى دور الإعلام متوّقف على التغطية المباشرة للأحداث، بل على تسليط الضوء على أية خروقات لحقوق الصحافيين او لحرية التعبير. وأنا كنت حريصًا كذلك، من خلال لقاءاتي مع المرجعيات السياسية على ان تبقى حقوق الإعلاميين محفوظة".

ولفت كوبيتش الى ان "من أهم الإنجازات التي تمكنت ​الأمم المتحدة​ من تحقيقها في لبنان، هي من خلال قوّاتها العاملة في الجنوب اللبناني او اليونيفيل والذين ساهموا بالحفاظ على الإستقرار وعلى الهدوء في الجنوب. وأشاد بهذا الأمر مسؤولون لبنانيون وإسرائيليون. وهذا يتعلق بالقرارات الدولية من الأمم المتحدة وأنه على الجهتين اللبنانية والإسرائيلية ان تلتزم بها"، مضيفا :"ليس دوري أن أقيّم دور قوات اليونيفيل العاملة في الجنوب، بل هذا الأمر تابع لمجلس الأمن للأمم المتحدة وأدعوكم ان تتطلعوا أكثر على هذا الموضوع وأن تتوجّهوا الى تقارير صادرة عن مجلس الأمن وعن الأمين العام للأمم المتحدة بما فيها التقرير الأخير، الذي يحمل رقم 2485. وهذه التقارير تقدّم معلومات مفصّلة عن الخروقات التي تحدث وعن مدى التزام الأطراف بلبنان وإسرائيل بتطبيق القرارات الصادرة عن مجلس الأمن. كما أن كلّ الوكالات التابعة للأمم المتحّدة تلعب دورًا بارزًا، خصوصًا على الصعيد الإنساني. وكلّ الذي يتعلق بمساعدة اللاجئين ولاسيما في ظلّ التحديّات التي يواجهها البلد".

وشدّد على أن "دور الأمم المتحّدة في هذه الفترة، خصوصًا خلال الشهرين الماضيين، لم يقتصر فقط، على متابعة برامجها كما هي، بل كثّفت المساعدات كما كثّفت برامجها وهي تلعب دورًا هامًا في التواصل مع ​المجتمع الدولي​ لتأمين القدر اللازم من المساعدات لدعم لبنان في ظلّ هذه الظروف. كما أود الإشارة أن الأمم المتحّدة لا تمثّل المجتمع الدولي كلّه، بل هي جزء منه. وهي تبقى ملتزمة بمبادئها وبمبادىء القانون الدولي الإنساني. ولهذا ستعمل دائما لتامين مساعدات قدر الإمكان ولاسيما المساعدات الإنسانية للاجئين وليس فقط، اللاجئين السوريين بل ايضا، الفلسطينيين. وأن الأمم المتحدة ملتزمة بحق العودة للفلسطينيين وهذا ما أكد عليه الأمين العام للامم المتحدة في بياناته الأخيرة وهي مفصلة تمامًا ويجب الإطلاع عليها، لأنها توضّح صورة الأمم المتحدة ومقاربتها للموضوع".

وأكد أنه " لكي تتمكن الأمم الممتحدة من لعب دورها في لبنان بفعالية أكثر، بحاجة الى حكومة يمكّنها أن تعمل معها. والأمم المتحدة لا تدعم نوع حكومة معين او حكومة على اخرى، بل هي تريد حكومة تعمل باسم الشعب اللبناني. وأشدد في هذا الإطار على أنه على ​الحكومة​ أن تستمع الى مطالب الشعب وأن تضع خارطة طريق واضحة لكي تتمكن من معالجة الأزمات الإقتصاديّة والماليّة والاجتماعيّة وهذا الذي طلبته الامم المتحدة منذ اليوم الاول للتظاهرات".

وردًا على سؤال، شدد كوبيتش على أن " الأمم المتحدة عدة جهات وليست مقتصرة على شخصي، وهي بجهاتها المتعددة على تواصل دائم مع المراجع اللبنانيّة السياسيّة ومع إخصائيين كذلك مع المعتصمين. والمواقف التي تصدر عن الأمم المتحدة ينطلق من الدور التي تمثّله".

وردًا على سؤال حول رأيه عن إقفال الصحف والمجلات اللبنانيّة وسبل دعم الصحافة اللبنانيّة وصمودها من قبل الأمم المتحدة، راى ان "الأم المتحدة غير سعيدة بأن ترى عدة وسائل إعلاميّة في لبنان تقفل أبوابها وتتوقف عن الصدور أو العمل، خصوصًا في بلد مثل لبنان الذي لعب ويلعب دورًا كبيرًا في مجال الصحافة"، مشيرا الى ان "الامم المتحدة ليس لديها الإماكانات المناسبة لتدعم الصحافة والإعلام في لبنان. بإمكاني التحدّث إلى السفراء والدبلوماسيين الموجودين في لبنان، لتقوم بلادهم في الدعم المطلوب".

وحول دور الأمم المتحدة في حماية الصحافيين والإعلاميين في لبنان، اكد ان "الأمم المتحدة تراقب ما يحصل في لبنان ومن خلال الإعلام وأدعوكم لأن تتوجهوا إلى الأمم المتحدة لإطلاعها على الإعتداءات التي يتعرض إليها الصحافيّون والإعلاميّون في لبنان، ليكون دورهم فعّالًا أكثر. وفي لبنان مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان والمنسق السيد فيليب لازاريني وأنا، أيضًا مستعد للمساعدة مع العلم أن عليكم أنتم تسليط الضوء حول الإعتداءات التي تتعرّضون لها كإعلاميين".

وعن شروط الأمم المتحدة لمساعدة لبنان في هذه المرحلة التي يمرّ بها، قال :"الإصلاحات ، ثمّ الإصلاحات، ثمّ الإصلاحات. لا يمكنني التحدّث بشكل رسمي قبل أن تأخذ الحكومة اللبنانيّة الجديدة الثقة من المجلس النيابي. ولكن أدعوكم للإطلاع على الإصلاحات التي دعت مجموعة الدعم الدوليّة للبنان، لبنان للإلتزام به والعمل على تحقيقها. والمتظاهرون يعبّرون عن الإصلاحات المطلوبة للبنان، ك​الكهرباء​ مثلًا. وأيّة إصلاحات جدّيّة يجب أن تترافق مع خطة عمل واضحة ضمن مهلة زمنيّة محددة وواضحة، أيضًا. هذا هو الشرط الأساسي الذي وضعه المجتمع الدولي لدعم لبنان. إذا لم يدعم لبنان نفسه، عليه ألا ينتظر دعمًا من المجتمع الدولي".

وردًا على سؤال حول صفقة القرن وخطة السلام الأميركيّة وحق الشعوب في تقرير مصيرها وموقف منها الأمم المتحّدة ودورها في حماية لبنان الذي سيكون متضرّرًا منها لاسيما من موضوع التوطين، شدد على ان "موقف الأمم المتحّدة حول هذا الموضوع وعبّر عنه الأمين العام للأمم المتحّدة والذي تتطرق بالأمس وخلال مؤتمر صحافي بشكل كبير حول هذا الموضوع وحول لبنان. الأمم المتحّدة ملتزمة بالدولتين وحقّ العودة".