كشفت مصادر سياسية بارزة أن القيادات ​الأمن​ية تتخوف من أن يتدحرج الوضع في ​لبنان​ نحو الأسوأ، وقالت لـ"الشرق الأوسط" إنها بادرت إلى رفع تقارير في هذا الخصوص إلى من يعنيهم الأمر أكانوا على رأس الدولة أو في ​الحكومة​، وسألت كيف سيتعاطى هؤلاء مع تقاريرها، وهل سيأخذون بها على محمل الجد، ويسعون إلى تدارك المخاطر التي يمكن أن تترتب عليها خصوصاً أنها تهدد "الأمن الاجتماعي" للسواد الأعظم من اللبنانيين في لقمة عيشهم؟

وحذّرت المصادر السياسية من لجوء بعض من يصنّفون أنفسهم على خانة المستشارين لكبار المسؤولين إلى التخفيف من وطأة ما يتربّص بالبلد من مخاطر، والتعامل معها على أنها تهدف إلى توجيه الانتقادات للحكومة الجديدة فيما هي تستعد لإنجاز بيانها الوزاري في جلسة ​مجلس الوزراء​ اليوم تمهيداً لمثولها أمام ​المجلس النيابي​ طلباً لنيل ثقته.

ولفتت إلى أن "على الحكومة أن تبادر فور نيلها ثقة البرلمان إلى إعلان التعبئة القصوى لمواجهة احتمال انزلاق البلد إلى متاهات لا يمكن السيطرة عليها". وقالت: "إن القوى المعارضة والتي تنتمي إلى "​14 آذار​ سابقاً" لن تسارع إلى ​إطلاق النار​ عليها بعدما قرّرت منحها فترة سماح بانتظار تقييم أفعالها، وإن كانت لن تمنحها الثقة". وعزت المصادر نفسها سبب تريُّث قوى المعارضة في إصدار أحكامها إلى أنها تدرك حجم المخاطر الاجتماعية والاقتصادية والمالية التي تحاصر الحكومة، وبالتالي لن تعطيها الذرائع التي يمكن لها أن تستخدمها في وجه المعارضة وتحميلها مسؤولية الإخفاق في لجم تدهور الوضع.