أكد وزير الخارجية الايراني ​محمد جواد ظريف​، في حديث تلفزيوني، انه "باستشهاد القائد العسكري ​قاسم سليماني​ خسرت منطقتنا جندياً حقيقياً للسلام، ومن خلال مراحل كثيرة من الأحداث في أفغانستان وفي العراق كنت شخصياً أستعين بسليماني، ولولا سليماني لما كانت الحكومة الأفغانية تألفت في العام 2001، والجهود الميدانية لسليماني ساهمت في نجاح مفاوضات "بون" الأفغانية ما سمح لنا بالخروج باتفاق".

لفت ظريف، الى انه "في العراق لم يكن سليماني يقود الحرب ضد داعش فقط بل يساعد على التنسيق بين الأفرقاء، وفي الأزمة الأفغانية ساعدنا كجناحين للدبلوماسية والقدرة الميدانية من أجل إقامة السلام هناك، وكان يعرف ​أوروبا​ وأميركا جيداً ولا أذكر أنه سافر إلى هناك، وان أكثر شيء أحمله في ذاكرتي عن سليماني هو شجاعته وتواضعه وكان مثالياً في هاتين الصفتين، فلم يكن يوماً يهاب الشهادة بل كان يسعى إليها ولكن بالعمل العقلائي والمنطقي، وكان يجمعنا لقاء أسبوعي تقريباً وقد لمست أنه يمتلك شعوراً سامياً وإدراكاً عميقاً"، معتبراً انه "كان فوق التيارات والأجنحة السياسية، والدور البارز له إلى جانب الشعب السوري والعراقي ساهم في دحر داعش، وعندما كانت أربيل على مشارف السقوط بيد داعش سارع للوقوف إلى جانب ​إقليم كردستان​، وكان أسمى من قائد عسكري بل كان قائداً استراتيجياً"، كاشفاً انها "كانت من أشد ساعات حياتي مرارة حينما أخبروني أن سليماني استشهد برفقة أبو مهدي المهندس، وان اي شخص عاقل لم يكن ليقدِم على ما قام به الرئيس الاميركي ​دونالد ترامب​ لأنه سجل بذلك نهاية حضور قواته في المنطقة، والبعض يدعي أن إيران تشن حروب بالوكالة في المنطقة، ولكن سليماني استطاع بشهادته أن يكشف حقيقة ​الولايات المتحدة​ أمام شعوب المنطقة، واشنطن برهنت لجميع البلدان العربية أنها أكثر صهيونية من الكيان الصهيوني، ومن خلال ​صفقة القرن​ أثبت ترامب أنه يطمح لأكثر مما يطمح إليه الصهاينة على مر التاريخ، والخطوة التي أقدم عليها ترامب هي خطوة إرهاب دولة، فهو متهم ب​الإرهاب​ الاقتصادي والثقافي وإرهاب ​الدولة​ وسوف نلاحقه قضائياً بهذه التهم".