لفت ​السيد علي فضل الله​ في خطبة صلاة الجمعة الى أنه "يُنتظر ان تمثل ​الحكومة​ أمام ​المجلس النيابي​ لتنال ثقته بعد انجازها للبيان الوزاري لتبدأ بعدها مرحلة جديدة وهي نيل ثقة اللبنانيين الذين ينتظرون منها ان تقدم لهم العلاج للازمات الكثيرة على الصعد الاجتماعية والمعيشية والاقتصادية والمالية وتفرمل حال الانهيار التي دخل إليها البلد والذي لا ينبغي أبداً التهوين من مخاطرها وتداعياتها على كل الصعد"، مشيرا الى أن "اللبنانيين لن يتوقفوا طويلا عند مفردات ​البيان الوزاري​ والوعود التي أخذتها الحكومة. هم ينتظرون أفعالاً وخططاً واقعية قابلة للتحقق".

وأوضح أن "لا يعني إننا نريد من هذه الحكومة التي جاءت بعد كل سنوات الهدر و​الفساد​ وسوء الإدارة والتخطيط قادرة على ان تقوم بالمعجزات، ولا اعتقد ان اللبنانيين الذين رفعوا أصواتهم وخرجوا إلى الشارع تحت أنين الحاجة والوجع فيما أموالهم يفرط بها وتذهب هدراً يرون ان هذه الحكومة وبالظروف التي جاءت بها قادرة على ان تعالج الأزمات المستعصية في المئة يوم التي أعطيت لها"، مشددا على أن "ما نريده ويريده ​اللبنانيون​ من هذه الحكومة أن تقدم أنموذجاً جدياً في التعامل مع كل القضايا وأن يأخذوا في الاعتبار أولوية الناس لا أولوية أي من القوى السياسية التي أرادت هذا البلد أن يكون بقرة حلوباً لها".

ورأى السيد فضل الله أن "الحكومة إذا كانت صادقة في وعودها وجدية في عملها وخاضعة للتخطيط العلمي في قرارتها، ومهمومة بأوجاع الناس ومشاكلهم، فإنها قادرة على أن تحقق الإنجازات وأن اللبنانيين لن يتوانوا عن التجاوب مع حكومة تعبر عنهم وتحمل إليهم تباشير الأمل التي فقدوها وتعيد إليهم الثقة بوطنهم"، متوجها الى القوي السياسية، قائلا: "المرحلة لا تتحمل تسجيل النقاط وانتظار الأخطاء لتصفية الحسابات، بقدر ما تحتاج إلى تعاون الجميع لإنقاذ بلد يتهاوى ويغرق في الرمال المتحركة، وهو إن غرق فسيغرق معه الجميع".

ودعا الحكومة إلى أن "تقدم أجوبة وافية وعلمية حول كل التساؤلات التي تشكك بوجود رؤية منسجمة حكمت مقررات البيان الوزاري، والتي تصرح بأن الخطط التي تضمنها لمعالجة ​الأزمة​، هي استنساخ لأفكار سابقة لم يثبت نجاحها وهي غير واقعية. وأنها حكومة ستخضع للقوى السياسية التي أوجدتها وستكون طيعة لحسابهم، هي حكومة اللون الواحد في مقابل الألوان الأخرى"، لافتا الى أن "اللبنانيين لن ينتظروا الأجوبة من على مقاعد نيل الثقة في المجلس النيابي، بل على الأرض وهم لذلك سيبقون يراقبون ويدققون ويحاسبون ولن يقبلوا بأن يلدغوا من جحر مرتين".