يتحضر رئيس الحكومة السابق ​سعد الحريري​ إلى إلقاء كلمته في الرابع عشر من شباط، ذكرى إغتيال والده رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، التي ستكون موضع متابعة محلية وإقليمية، لا سيما أنها تأتي بعد نيل ​حكومة حسان دياب​ الثقة وتأجيل لقائه مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي كان من المتوقع حصوله قبل أيام.

في هذا السياق، تُطرح الكثير من علامات الإستفهام حول الرسائل التي سيرسلها الحريري في هذه الكلمة، التي تأتي بعد إنهيار التسوية السياسية مع "​التيار الوطني الحر​"، ما أخرجه من السراي الحكومي إلى المعارضة، وبعد أن تعرض لموجة واسعة من "الطعنات" من قبل بعض حلفائه الإقليميين والدوليين، وبالتالي هو لا يمكن أن يتجاهل هذا المسار في الذكرى التي تحمل طابعاً معنوياً بالنسبة إلى حلفائه.

وفي حين يبدو أن "​تيار المستقبل​" يتكتم على مضمون الكلمة التي سيلقيها رئيسه حتى الآن، تجمع العديد من المصادر أنها لن تكون عادية على الإطلاق، بل هي ستحمل مها مؤشرات المرحلة المقبلة، خصوصاً بالنسبة إلى العلاقة مع "التيار الوطني الحر"، شريك ​التسوية الرئاسية​ التي ترجمت بإنتخاب ​ميشال عون​ رئيساً وعودة الحريري لرئاسة الحكومة، حيث من المتوقع أن يتولى الرد شخصياً على الحملة التي تعرض لها على مدى الأيام الماضية.

بالتزامن، تشير مصادر مطلعة، عبر "النشرة"، إلى أن رئيس الحكومة السابق سيسعى إلى الدفاع عن "الحريرية السياسية" بكل قوته، رافضاً تحميلها مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع على الصعد المالية والإقتصادية والإجتماعية، بل موجهاً السهام إلى الأفرقاء الذين تولوا الهجوم عليها في المرحلة السابقة، وبالتالي هو سيسعى إلى إعادة تقديمها كمنقذ من الأوضاع الراهنة.

على الرغم من ذلك، تجزم هذه المصادر بأن كلمة الحريري لن تخرج عن إطار الحرص على السلم والإستقرار الداخليين، خصوصاً أنه يدرك جيداً أن أولوية المواطنين اليوم هي في مكان آخر مختلف عن الصراعات السياسية التي كان يخوضها الأفرقاء في الماضي، وبالتالي يجب التركيز على تلك الأولويات التي تداهم الجميع دون إستثناء، ما سيحتم عليه عدم إطلاق معركة مباشرة بوجه حكومة دياب، نظراً إلى أنه يسعى للحفاظ على خط العودة مع بعض الأفرقاء المحليين، لا سيما "​حزب الله​" و"​حركة أمل​".

من هذا المنطلق، تلفت هذه المصادر إلى أن سهام الحريري ستطال بعض الحلفاء السابقين في قوى الرابع عشر من آذار، باستثناء رئيس "​الحزب التقدمي الإشتراكي​" النائب السابق وليد جنبلاط، بعد عودة الحرارة إلى العلاقة التي تجمع "المستقبل" و"الإشتراكي"، لا سيما أن حزب "الكتائب" لم يوفر فرصة من أجل التصويب عليه منذ إبرام التسوية الرئاسية، بينما حزب "القوات اللبنانية" لعب دوراً أساسياً في عدم عودته إلى رئاسة الحكومة، بعد أن قرر عدم تسميته في الإستشارات النيابية الملزمة، وبالتالي هذا الأمر لا يمكن أن يمر مرور الكرام.

في المحصلة، توضح المصادر السياسية المطلعة أن تحييد الحريري لـ"حزب الله" و"حركة أمل"، يعود بالدرجة الأولى إلى أنهما بقيا حتى اللحظات الأخيرة متمسكان بعودته إلى رئاسة الحكومة، لا بل هو لا يزال حتى الآن المرشح المفضل لديهما، وبالتالي لا يمكن أن يرد على هذا الموقف بأي سلبية، بالتزامن مع السعي إلى إعادة التأكيد على وقوفه إلى جانب مطالب المواطنين، والإعلان عن تأييده خيار الذهاب إلى إنتخابات نيابية مبكرة.