لفت سفير ​لبنان​ لدى ​الكرسي الرسولي​ ​فريد الخازن​ في ندوة نظمت عن المكرم البطريرك الياس الحويك في روما الى أن "المكرم ارتبط بالمرحلة الفاصلة بين 1918-1920، بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وسقوط السلطنة العثمانية وبروز طروحات جديدة لإنشاء كيانات دول في المنطقة".

وأضاف: "كان ل​فرنسا​ و​بريطانيا​ طروحات متنوعة وسياسات متقلبة رغم اتفاق سايكس بيكو الذي وقع سنة 1916 والذي أعيد النظر به بعد انتهاء الحرب. أما دور البطريرك الحويك فكان محوريا قبل عرضه المطالب في ​مؤتمر​ السلام في ​باريس​ وبعده، مترئسا ​الوفد اللبناني​ الثاني في سنة 1919، ومقابلته رئيس ​الحكومة الفرنسية​ كليمونصو، فبالنسبة الى البطريرك الحويك ان نشوء كيان دولة مستقلة عن أي طروحات أخرى كانت متداولة آنذاك تأتي في سياق تاريخي نشأ مع نظام المتصرفية في سنة 1861 وعكس ركائز القضية اللبنانية التي أرادها البطريرك تعبيرا عن المساواة بين مكونات ​المجتمع اللبناني​"، لافتا الى أنه "خلافا للمطالبات الأخرى، تميز موقف البطريرك بثباته وبمتابعة حثيثة في مرحلة حافلة بالتناقضات في سياسات الدول الكبرى وفي الأوضاع غير المستقرة في المنطقة".

وشدد على ان "لبنان الكبير واجه اعتراضات داخلية استمرت حتى أواخر الثلاثينيات، لكن سرعان ما بدأت تتلاشى مع إقرار الدستور في 1926، وأثمر التقارب الداخلي في ما بعد الاستقلال المتلازم مع الميثاق الوطني في سنة 1943"، مشيرا الى أن "لبنان الذي نشأ سنة 1920 رفعه البابا يوحنا بولس الثاني الى مصاف الرسالة في ما يخص الحريات والتعددية العام 1989، وهذا ما أراده البطريرك الحويك قبل نحو قرن".