اعتبر رئيس الهيئة التنفيذية في "​حركة أمل​" ​مصطفى الفوعاني​ أن "الحديث عن السادس من شباط من العام 1984، هو استرجاع لمرحلة دقيقة وحساسة من تاريخ لبنان الحديث، كانت بداية انهيار الحلم الصهيوني وإخراج لبنان من دائرة العصر ال​إسرائيل​ي، والدخول من الباب الواسع إلى العصر العربي المقاوم، وهو اليوم الذي أطلق فيه مجاهدو حركة أمل ومعهم كل شرفاء الوطن، رصاصة المقاومة على اتفاقية السابع عشر من أيار، اتفاقية الذل والعار، وسقطت تحت اقدام المجاهدين".

وخلال احياء حركة "أمل" ذكرى 6 شباط وحسن قصير، أشار إلى أن "​تشكيل الحكومة​ الجديدة أتى، لينهي فترة طويلة من التأخير، كان لها أثر سلبي على ​الوضع الاقتصادي​، وتأجيل إطلاق الكثير من المشاريع الضرورية، وتم التشكيل منسجما مع واقع البحث عن بدائل وحلول لأزماتنا المالية والاقتصادية، التي تهدد حياة الفقراء في أرزاقهم ومعيشتهم"، داعيا الجميع إلى "الترفع عن الحسابات الشخصية والأنانيات الضيقة، والحكومة إلى أن تقف على هموم ناسها وهموم شعبها، ووضع حد لجشع المصارف، حيث تحولت إلى أداة تذل أصحاب الحقوق وتهددهم بجنى أعمارهم، وتبتدع سياسات لا توحي للمواطن بالثقة، ويقف عاجزا أمام رؤية حقوقه المالية تغتصب تحت مسميات وبدع، حيث كشف الأخ الرئيس ​نبيه بري​، عن مصارف تحول حساباتها إلى الخارج وتصادر حقوق الآخرين".

وأشار إلى أن "الحركة تعتبر أن الأهم اليوم، هو الانطلاق نحو العمل الجدي لتعويض ما فات، وإطلاق عجلة الدولة والمشاريع، ووضع ما تم التوافق عليه موضع التنفيذ، وفي مقدمتها مجلس إنمائي في البقاع وفي الشمال، وتشريع زراعة المخدرات للاستخدامات الطبية، وضرورة إقرار قانون العفو العام المدروس، والتفكير بحلول ل​أزمة الكهرباء​ بدل البواخر، التي كلفت الخزينة العامة عشرات مليارات الدولارات، ولا نزال نعاني بسبب غياب رؤية إصلاحية انتاجية"، مؤكدا "الرفض المطلق لأي ضرائب تطال الفقراء وذوي الدخل المحدود، والوقوف معهم لأننا منهم وهم نحن".

ورأى أنه "لو سمعوا من رئيس المجلس النيابي نبيه بري، لكان وضع البلد مختلفا؛ كلما مر يوم، يزداد القلق، ونخشى أن نصل إلى وقت يفلت البلد من بين أيدينا جميعا وينهار، ما لم نبادر سريعا إلى التقاطه. قلنا لهم إن الأزمة الاقتصادية والمالية تخنق البلد وأهله، وما نخشاه، هو أن تسبقنا الأزمة ولا نستطيع أن نلحق بها، فنسقط في المحظور، ونصل إلى الانهيار التام، ولكن ما زالت أمامنا فرصة لنتدارك الأزمة، فلنستفد منها بوضع حلول مستعجلة لإنقاذ بلدنا".

وأوضح أنه "بعد إعلان تشكيل الحكومة بوجوه جديدة، برئاسة ​حسان دياب​، كان خيار حركة أمل ورئيسها، نابعا من صميم مصلحة الدولة، التي صانتها الحركة في أشد اللحظات حراجة، مع إبقاء اليد مفتوحة أمام الجميع للنهوض بواقع بلادنا وتجاوز الأزمات، ورسالة بري، دعوة صادقة لتجاوز كل الخلافات والاختلافات، على مستوى الوطن، ودعوة للوحدة الوطنية، فقد تنبه بري، على الصعيد الداخلي، وفي لقاءاته مع الموفدين الغربيين، وأكد ضرورة ​ترسيم الحدود​ بإشراف ​الأمم المتحدة​ برا وبحرا معا، صونا لحدود الوطن، وأن النتائج تؤكد أن استهداف لبنان بدأ بسبب صلابة الموقف، الذي عبر عنه بري، وللشهادة، فإن حركة أمل لها أمير البر بلال فحص وأمير البحر هشام فحص، لذلك تعنينا كل نقطة مياه، بقدر ما تعنينا كل حبة تراب، وستبقى أفواج المقاومة اللبنانية، عينا ساهرة ويدا تقبض على الزناد، لتطلق رصاصة على حلم سيطرة إسرائيل على ثرواتنا".

وأكد أن "الطريق الأسلم والأقصر في الحرب على الفساد، ليست بكثرة الكلام، ولا بتشكيل الهيئات، بل بتطبيق القوانين والعودة إلى الدستور والأنظمة المرعية الإجراء في المحاسبة والمساءلة، فالجميع مطالب باعتماد الخطوة نفسها، التي أطلقها وترجمها رئيس الحركة، بأن معيار الكفاءة هو الحاكم بعيدا من المحسوبيات، وقد قرنا القول بالفعل، فكنا السابقين إلى رفع ​السرية المصرفية​، وكنا الأوائل في الشفافية والنزاهة".

وشدد على أن "​القضية الفلسطينية​، هي القضية المركزية لكل المقاومين الشرفاء، وأننا في حركة أمل نقف إلى جانب الشعب الفلسطيني و​حق العودة​"، داعيا الأمة العربية والإسلامية إلى "توجيه البوصلة في اتجاهها الصحيح، نحو القضية الأساس والمركزية، قضية فلسطين التي هي عزة وكرامة الأمة العربية والإسلامية"، مؤكدا أن "قضية مقاومة إسرائيل، ما زالت المبدأ الأول والأخير في عقيدتنا الحركية، ونقول للامام موسى الصدر أن الحلم بوحدة العرب والمسلمين، سيبقى القضية الأساسية لنا، وكلمة بري اليوم في الأردن هي خريطة طريق للامة، بضرورة التنبه والتوحد، وإذا سقطت قضية فلسطين سقطت الأمة".

وأكد أن "حركة أمل تنادي بدولة عادلة، تقوم على الإفادة من مواردها البشرية، لتحول اقتصادها إلى إنتاجي، بدل التسكع على عتبات الدول، للحصول على قروض وهبات لا تفي بالغرض، وتراكم ​الدين العام​، وتمنع القيام بالواجبات اتجاه المواطنين".

وأضاف: "لكل من قصرت بهم الذاكرة، ولكل الذين لم يفقهوا معاني السادس من شباط، فليعودوا إلى استنطاق تلك المرحلة وفهمها، ليتأكدوا أن وجودهم اليوم وغدا، بفضل الانتفاضة، وهي المقاومة والتحرير، وهي الكلمة الحرة، التي أسست لكل الانتصارات على امتداد عالمنا المقاوم".