أكد ​اللقاء التشاوري​ ل​ملتقى الأديان والثقافات للتنمية والحوار​ والمنسقية العامة لشبكة الأمان للسلم الأهلي خلال اجتماعه الشهري، أن "​لبنان​ سوف يظل يعاني كثيراً من السياسات الاجتماعية والاقتصادية والمالية التي صنعتها الطبقة السياسية التي لا تزال تحكم البلد منذ عقود، والتي سوف تبقى هي المسؤولة عن انهيار البلد بفعل نظام المحاصصة وما أنتجه من فساد وهدر وهي وصمة مشينة، ربما يكون من المستحيل انتزاعها من نفوس المواطنين الذين سيكابدون وأبناؤهم ولزمن طويل تداعيات هذا العبث السلطوي بمقدراتهم وثرواتهم، والتي تبددت لحساب عملية نهب لوطنهم غير مسبوقة في تاريخ بلدهم الحديث".

ودعا اللقاء إلى "تعزيز أواصر التضامن بين اللبنانيين في هذا المرحلة العصيبة، عمادها المؤسسات الاجتماعية والدينية لتسخير كل طاقاتها ومواردها لمساعدة المحتاجين والمحافظة على كرامة العيش لكل انسان."، مبدياً "التقدير الايجابي لانتفاضة الشعب اللبناني، والتي تحررت من السجون الطائفية والمذهبية التي حبس نظام المحاصصة الطائفي المواطنين داخلها، واعتبر يوم17 تشرين الأول من المحطات المضيئة والمشرقة في الحياة السياسية اللبنانية والتي ينبغي التأسيس عليها لإحداث تغيير جذري في هذا البلد لمصلحة بناء دولة المواطنة الحاضنة للتنوّع"، داعياً قوى ​الحراك الشعبي​ إلى "تقويم التجربة بعمق والاستفادة من كل الرصيد الإيجابي الذي كونته والذي أشعر الطبقة السياسية، ولأول مرة، بالخوف على مستقبل وجودها السياسي، وأرغمها على الاعتراف بحقانية المطالب التي تطرحها والإعلان عن استعدادها لتلبية الإصلاحات الضرورية، وفي الوقت نفسه أن تتحمل قوى الحراك مسؤوليتها في إعادة النظر في بعض الأساليب العنفية ولاسيما الاعتداء على الأملاك العامة والخاصة أو التعبيرات الاعتراضية التي اكتست ثوبًا طائفيًا ووظفت لتصفية حسابات داخلية، أو الشعارات والأهداف التي تعرّض البلاد للوقوع في الفتنة أو الفوضى"، مشيراً الى "ارتياحه لتشكيل ​الحكومة​، ما أدى إلى تجنّب الوصول إلى حال الفراغ والفوضى التي كانت تتربص بالوطن، ولتعبير الحكومة على أكثر من صعيد عن التزامها بمطالب المواطنين وتطلعاتهم، مشدداً على أن العبرة تبقى بالتنفيذ والصدق في الالتزام بالإصلاحات، شرط ألا تأتي على حساب الأغلبية الساحقة من اللبنانيين"، مهيباً في هذه "اللحظات المصيرية من ​تاريخ لبنان​ بضرورة ارتقاء الجميع إلى تحمل مسؤولية الإنقاذ لهذا الوطن الذي لا يزال مصيره مشرعاً أمام المجهول".