عندما كلّفت الأكثرية النيابية ​حسان دياب​ تشكيل ​الحكومة​، حصل الرجل على ٦٩ صوتاً، ولكن عندما عقد ​المجلس النيابي​ جلسة أول من أمس للتصويت على إعطاء الثقة للحكومة، حصل دياب على ٦٣ صوتاً من أصل ٦٩، وقبلها عندما إفتتح رئيس المجلس الجلسة ولم يكن النصاب قد تأمن بعد، لم يكن داخل القاعة إلا ٥٨ نائباً من النواب الـ٦٩ الّذين سموا دياب، ولو لم يدخل بعد دقائق قليلة أربعة نواب من ​الحزب التقدمي الإشتراكي​ وثلاثة من كتلتي ​حزب الله​ و​حركة أمل​، لما عاد وتأمّن النصاب ولو متأخراً. فما الذي حصل مع الأكثرية النيابية ولماذا لم يحصل دياب على ٦٩ صوتاً كما حصل في الإستشارات النيابية الملزمة؟.

مصادر نيابية في الأكثرية تقول "لم يكن من الصعب علينا تأمين النصاب، لكن التركيز قبل الجلسة لم يكن على تأمين ذلك على إعتبار أنه سيتأمن حكماً بما أن ​الكتل النيابية​ الست الوازنة أعلنت مشاركتها في الجلسة، ولكن ما حصل فعلياً هو أن نواب كتل ​لبنان​ القوي والوفاء للمقاومة والتحرير والتنمية إضافة الى حلفائهم دخلوا قاعة الهيئة العامة لكن النواب ​تيار المستقبل​ لم يحضروا ونواب القوات لم يدخلوا القاعة، كما أن نواب الإشتراكي تأخّروا، فحصل ما حصل في بداية الجلسة. بين النواب الـ٦٣ الذين صوّتوا بثقة لحكومة دياب والنواب الـ٦٩ الذين كلّفوه، الفارق ٦ نواب، فمن هم هؤلاء وما الذي حصل مع كل واحد منهم؟.

مصادر الأكثرية تكشف أن النائبين ​مصطفى الحسيني​ و​ألبير منصور​ غابا عن الجلسة لأسباب صحية، كذلك غاب النائب ​أسعد حردان​ بهدف تسجيل موقف إعتراضي ضد الحكومة التي لم تمثّل ​الحزب السوري القومي الإجتماعي​ ضمن تركيبتها، كذلك غاب النائب سليم سعاده عن بداية الجلسة بسبب الإعتداء الذي تعرّضله من قبل المحتجّين، ثم عاد وإنضم الى الهيئة العامة في وقت لاحق، النائب ​جهاد الصمد​ لم يعطِ الحكومة الثقة، وأخيراً النائب ​ميشال ضاهر​ إمتنع عن التصويت لأنّ رئيس الحكومة لم يتعهّد له بعدم دفع ما سيستحق على لبنان من سندات يوروبند.

هذا الشرح المفصّل يهدف من قبل المصادر الى القول بأنّ الأكثرية كان بإمكانها تأمين النصاب، وأنها لو شعرت مسبقاً بأن الجلسة بخطر لإستعملت مونتها ونجحت بإقناع الحسيني ومنصور بالتحامل على وضعهما الصحي وحضور الجلسة، ولأقنعت الحزب السوري القومي الإجتماعي بحضور الجلسة بنوابه الثلاثة، ولو كان الأمر يحتاج الى صوتي جهاد الصمد وميشال ضاهر، لكان الإقناع أيضاً سيد الموقف.

ما حصل فعلياً، هو إتكال بري على الوعد الذي أعطاه إيّاه رئيس تيار المستقبل ​سعد الحريري​ بحضور الجلسة، وعلى إعلان القوّات مسبقاً بأنها ستحضر، فالحريري أخلّ بوعده وأوفد متأخراً عدداً من نوابه، والقوّات دخلت متأخّرة ايضاً لذلك تدخّل برّي سريعاً مع قيادة الإشتراكي إنقاذاً للجلسة.

إذاً، الأكثرية لا تزال تثق بأكثريّتها رغم ما حصل في جلسة الثّقة، فهل تسلم الجرة معها في كل مرّة كما حصل في جلسة الثلثاء؟.