توّقفت أوساط واسعة الإطلاع عبر صحيفة "الراي" الكويتية، عند "انتقال ذكرى اغتيال رئيس الحكومة ​رفيق الحريري​، للمرّة الأولى من رحاب المشهدية الشعبية الوطنية كما بقي الحال لسنواتٍ في ​ساحة الشهداء​، من ثمّ لسنوات أخرى في "البيال"، إلى دارة رئيس الحكومة السابق ​سعد الحريري​ (​بيت الوسط​)، الّذي سيستضيف المناصرين و​الوفود الشعبية​ والحزبية الّتي كان يجمعها رابط ​14 آذار​".

وتساءلت عن "التفسيرات حمّالة الأوجه الّتي يمكن أن تُعطى لهذا التحوّل، بعدما كان خصوم لم يتوانوا عن وَصف "شهيد الوطن" بـ"فقيد العائلة" في سياق الهجمة الّتي لم تتوقّف على إرث الحريريّة، واتّخذت أشكالًا عدّة في الطريق إلى محاولة اجتثاثها، وذلك لضرب عنصر التوازن في الوضع اللبناني بامتداده الاقليمي الّذي يشكلّه المكّون السني و"​تيار المستقبل​" تحديدًا".

كما سألت الأوساطُ نفسها أيضًا إذا "كان ثمة رابط بين انتقال الذكرى إلى "بيت الوسط" وبين "زمن ثورة 17 تشرين الأول" الّتي وضعت كامل الطبقة السياسيّة بمرمى المساءلة"، مبديةً خشيتها من أن "يكون ثمة مَن نجح في مكان ما عبر مسارٍ ممنهج اعتُمد لـ"شَيطنة" مسيرة الحريري الأب تحت شعار تحميل الأعوام الثلاثين الماضية والسياسات الماليّة، المسؤوليّة عما آل إليه الواقع اللبناني، مع قَفز كامل عن المسؤولين عن الدماء المهدورة بالاغتيال بين 2005 و2013، كما عن الأكلاف الباهظة لنموذج التعايش "المستحيل" بين هانوي و​هونغ كونغ​، ولإسترهان البلاد لمشروع إقليمي جَعلَها في عزلة عن الحضن العربي ويكاد أن يضعها بمواجهة مع ​المجتمع الدولي​".