أوقفوا التنظير والإدعاء بالعفة يا حضرات الطبقة السياسية... واموالكم من زمان خارج البلد.

قَصِّروا الشروحات والمطوَّلات، ونكاد أن نقول "المعلّقات".

سئمنا منكم ومن عفتكم المصطنعة.

أَجيبوا عن سؤال واحد: أين أموال ال​لبنان​يين؟ ولا تسمعونا بغير ذلك.

أين الـ 174 مليار ​دولار​ التي إئتمنكم ​اللبنانيون​ عليها؟

لم نقل لكم ان تستعملوا مال الشعب في سبيل ارضاء الفاسدين واخذ "عمولات" بالطالع والنازل.

لا تُحدِّثونا عن الصرف و​العجز​ وعدم القُدرة على السداد... هذه مشكلتكُم وليست مشكلة المودِع .

الشعب اللبناني​ يريد جوابًا واضحاً، أين هدرتم وصرفتم ودائعه وتأتون اليوم وكأن الشعب مسؤول عن سندات اليوروبوند التابعة لكم.

***

كان في لبنان "دستوري وكتلوي "

ثم "حلف ونهج "

ثم في الحرب "يمين ويسار "

ثم بعد الحرب "موالون ومعارضون "

ثم بعد 2005 "​14 آذار​ و​8 آذار​ "

اليوم هناك "سارقون ومسروقون "

سقطت ​السياسة​، سقط التنظير... "حزب المسروقين" في مواجهة "حزب السارقين."..

هذه حرب سنخوضها نحن شعب "حزب المسروقين" من دون هوادة ... إنها حربٌ من دون مهلة حتى إسترداد آخر فلس :

لن تهربوا... لن تنفدوا بريشكم... أنتم معروفون إسمًا إسمًا ووزيرًا وزيرًا ومديرًا مديرًا ورؤساء جمعيات ومتعهدين ومسؤولي الصفقات.

أسماؤكم ستُنشَر في لوائح وسيُطلَق عليها إسم "لوائح العار" أو "جداول السارقين" ، إلى أن تُنجَز المهمة حتى ولو بعد مئة عام :

هل قرأتم التاريخ؟ هل تعرفون محطات الأحداث؟

في التاريخ محطات عن "مذابح" و"محارق" لا يمرّ عليها الزمن ولا يُبرَّأ مرتكبوها بمرور الزمن .

هذه هي حال "حزب السارقين" اليوم في لبنان؟

لقد ارتكبتم المعاصي ...

سرقتُم تعب الناس ومعاشات تقاعدهم ومدخراتهم ...

سرقتم فلس الأرملة وأموال المغتربين الذين آمنوا بوطنهم فأودعو أموالهم فيه ليستفيقوا ذات يوم ويكتشفوا أن أموالهم إما هي في الأسر وإما هي في الأِعتقال وإما هي تبخَّرت! ومَن بخَّرها؟ "حزب السارقين" الذين لا يؤتمنون على شيء :

جاءت المساعدات فنهبوها .

جاءت ​القروض​ فنهبوها .

دققوا في الودائع فنهبوها .

"حطوا عَيْنُنْ" على أموال ​البلديات​ فوهبوها ل​سوكلين​ .

كانوا دائمًا يعتبرون ان ​المجتمع الدولي​ سيمدنا ب​المال​ لكنهم اكتشفوا ان المجتمع الدولي والجهات المانحة ليست جمعيات خيرية .

إكتشفوا ان "زمن اللعب انتهى" فبدأت محاولات الهروب إلى الأَمام، وهذه المحاولات هي المرادف لمصطلَح "طمأنة":

على سبيل المثال لا الحصر، في تشرين الثاني الماضي، وتحديدًا في التاسع منه، أي بعد ثلاثة وعشرين يومًا على بدء ​الثورة​، يخرج رئيس ​جمعية المصارف​ الدكتور ​سليم صفير​ ليقول في ​قصر بعبدا​: "اموال المودعين محفوظة، وان ما يحصل هو مسألة لا علاقة لها بالملاءة وبالتالي لا داعي للهلع".

عظيم حضرة الدكتور، إذا كانت أموال المودعين محفوظة، فأَعِدها لهُم .

حضرتُك، قبل ان تصبح رئيسًا لجمعية المصارف، تكون قد قرأت جيدًا قانون النقد والتسليف الذي بموجبه عليك ان تسدد أموال المودعين .

أين يرِد في قانون النقد والتسليف ان تعطي المودع حفنة من الدولارات في الشهر

"وبالشحادة والإذلال"؟

دلَّنا على النص الذي يتحدث عن حفنة ملايين ب​الليرة اللبنانية​ يجب ان تُعطى للمودِع في الشهر .

لا يا دكتور! هذا ليس تطبيقاً للقانون، هذا انتهاكٌ للقانون !

هل لديك دائرة قانونية في مصرفِكم؟

إسألوها... فالتصريح من قصر بعبدا ليس مزحة، ويجب ان لا تُخدَش بتصريحات أقل ما يُقال فيها إنها بعيدة عن المصداقية مسافات ضوئية.