لفت المفتي الجعفري الممتاز ​الشيخ أحمد قبلان​، في خطبة الجمعة الى "أننا في قلب ​الأزمة​، و​الحكومة الجديدة​ محاصرة دولياً وإقليمياً في ظل ​عقوبات​ أميركية ظالمة ومقاطعة عربية غير بريئة. والواجب يحتّم علينا لحماية البلد أن نكون إلى جانبها، وأن نمنحها الفرصة، ونهيّئ لها المناخ السياسي الإيجابي. ولكن سنعارضها وننتقدها بدافع التصحيح والتصويب، لا بهدف التخريب، لأن البلد يغرق وينهار يوماً بعد يوم، ونحن نتقاذف المسؤوليات والتهم، فهذا نهج سيء ومدمّر لا يؤدّي إلى إنقاذ ولا إلى إصلاح ولا إعادة بناء"، معتبرا أن "هناك من يحاول أن يسجّل نقاط بالتحريض على هذه الحكومة، دون أن ينظر بعين الخطورة إلى أوضاع البلد والناس، وكأن ما يجري في الشارع لا يعنيه، ولا يؤشر إلى أن التمادي في الفلتان السياسي والاجتماعي و​الاقتصاد​ي و​الأمن​ي، سيؤدي حتماً إلى كارثة اجتماعية وأمنية ستغير تاريخ وجغرافية ​لبنان​".

ورأى أن "البلد في القعر، لا بل في الحضيض، وكل أهل ال​سياسة​ يعلمون ذلك، والناس لم يعد بمقدورها أن تتحمّل، وليس لديها أي شيء لتخسره، كما لم يعد هناك من خطوط حمراء ولا سوداء، فالأبواب شرّعت على كل أشكال الفوضى وأنواع الجريمة، وما تشهده من ارتكابات واعتداءات على القوى العسكرية والأمنية يؤكّد أن البلد أصبح أمام مشهدية مخيفة وخطيرة، تفرض علينا مهما كنّا وأينما كنّا في الموالاة أم في المعارضة أن نكون على حذر شديد، وبمنتهى المسؤولية الوطنية، وبخاصة هذه الحكومة التي لا خيار أمامها سوى إنقاذ البلد"، مؤكدا "ضرورة أن تكون التدابير والإجراءات غير طبيعية واستثنائية، وإلا فإننا سنبقى في دوامة استدعاءات من دون محاكمات، وفساد من دون فاسدين، وكأن من نهب البلد وسرق مالية ​الدولة​ وسطا على أموال الفقراء من عالم الغيب".

وطالب المفتي قبلان الحكومة، بـ"الضرب بيد من حديد في الاقتصاد و​المال​ والنقد، وعلى كل المرافئ والمرافق من دون أي اعتبار طائفي أو مذهبي، فهذا النهج يجب أن يتوقف وأن نتحرّر منه جميعاً، لأن بقاء البلد وضمان حقوق الناس وحفظ كرامتهم بالعيش و​الصحة​ والأمن والتعليم وفرص العمل أولى وأهم من أي ​طائفة​ وأي مذهب وأي مكسب في منصب أو في حصة"، مشددا على أنه "يجب على هذه الحكومة أن تفتح حواراً جدياً وصادقاً مع ​الحكومة السورية​ وأن تنسّق معها، وتفعّل العلاقات الأخوية بين البلدين، التي لا يجوز أن تبقى على هذا النحو الضاغط اقتصادياً وأمنياً واجتماعياً على لبنان واللبنانيين، كما لا يجوز أن نستمر في سياسة المقاطعة والحرد والرهانات الخاطئة التي لم تكن يوماً في صالح الشعبين الشقيقين".