يؤكد مقربون من رئيس "​تيار المستقبل​" ​سعد الحريري​، ان الاخير ورغم النبرة العالية تجاه رئيس "​التيار الوطني الحر​" الوزير ​جبران باسيل​ لكنه لم يقطع الود مع شخص رئيس العماد ​ميشال عون​ بل مع عهده السياسي بما فيه من مؤسسات وإمتدادات.

ويشير هؤلاء الى ان ما خسره الحريري خلال إبرامه ​التسوية الرئاسية​ مع عون وباسيل كان اكثر بكثير مما ربحه. فعلى المستوى المالي الشخصي داخل الحريري "مديوناً" وخرج "مفلساً" جراء الحصار الذي تعرض له من قبل ​السعودية​ بشخص ولي عهدها محمد بن سلمان الذي كان يريد من الحريري،ان يكون رأس حربة متقدمة لمواجهة مشروع ايران- "​حزب الله​" في ​لبنان​ والمنطقة إنطلاقاً من الساحة اللبنانية.

وهذا ليس في مقدور الحريري القيام به وهو لا يريد ذلك إنطلاقاً من إكمال دور والده الرئيس الشهيد ​رفيق الحريري​ وليس القفز فوقه او السعي الى التقسيم. فما جمعه الحريري الاب لن يفرقه الابن، وهكذا سار على الخطى لنفسها لتكون ​الطائفة السنية​ مشروع جمع لا مشروع تفرقة.

وايضاً على المستوى الشعبي يقول هؤلاء، ان الحريري خسر جزءاً من حاضنته السنية ومن جمهوره بفعل تعثره المالي وبفعل افلات الشارع السني منه في بعض المناطق ،بسبب اداء بعض قيادات "المستقبل" السيء في بعض المناطق وخلال ​الانتخابات النيابية​ تحديداً.وبسبب هذه التسوية والتي غلّبت كفة عون – باسيل،في اكثر المجالات من ​الحكومة​ الى ​التعيينات​ الى التوظيفات وصولاً الى ملف ​قانون الانتخاب​. والذي قصم ظهر الحريري سياسياً وجعله يخسر جزءاً من تمثيله السني لمصلحة خصومه في ​8 آذار​ ونشوء كلتة معارضة ضده، كان لها وزير في حكومته ووزير في حكومة الرئيس ​حسان دياب​ اليوم.

أما في جبهة الحلفاء وتحالف ​14 آذار​ فقد ساهمت التسوية الرئاسية في خسارة التحالف مع النائب السابق ​وليد جنبلاط​، والذي كان وما زال معارضاً لانتخاب عون رئيساً وضد التسوية الرئاسية. ونبه جنبلاط الحريري مراراً الى "مضارها" السياسية والخليجية ومع المحيط السني.

ومع "​القوات​" والتي انهت بعد خروجها من اتفاق معراب من كل تفاهم مع باسيل، فلم تغفر للحريري انصياعه الكامل لباسيل وتماشيه معه في لعبة "الغاء القوات"، و"الاشتراكي" وتحجيمهما، كما اكد هو في خطابه امس الاول في الذكرى الـ15 لإستشهاد الرئيس رفيق الحريري عندما المح الى دور باسيل في هذه الخطوة.

امس الاول وفي كلمته ذات النبرة العالية ضد باسيل و"حرق" معه كل خطوط "الرجعة" ومراكب النجاة السياسية للاستحقاقات المقبلة، جدد الحريري وفق المقربين منه علاقته بجنبلاط وأبقى العلاقة مع "القوات" رهن العلاج والانضاج والتفاهم على صيغ جديدة للعلاقة، رغم إنتفاء الاسباب بين الحريري وكل من جنبلاط والدكتور ​سمير جعجع​ للخصومة او الجفاء بفعل التسوية مع باسيل وعون.

وخلال جلستي ​الموازنة​ والثقة، حضر نواب الحريري وجنبلاط وامنوا النصاب، وفي ​جلسة الثقة​ حضر نواب الطرفين مع نواب "القوات" وأمنوا النصاب. وبالتالي هم مقتنعون ان اي معارضة يجب ان تنطلق من تثبيت الحضور السياسي امام ​الاكثرية​ وامام الحراك، وربما ينجحون جميعاً بعد تشاور في إستمالة "​الكتائب​" الى طاولة المفاوضات. ويتفقون على صيغة سياسية معارضة ليس فقط للعهد وباسيل و"حزب الله"، بل على صيغة مرنة تواكب المتغيرات ويكتب لها النجاح وترسي ثوابت سياسية جديدة ومختلفة، عما سبق وربما خلال الفترة المتبقية من ولاية عون، سيكون هناك أداء سياسي مختلف دفاعي وترشيقي للقوى المعارضة كلها.

ومن منطلق الدفاع عن إرث الرئيس الشهيد رفيق الحريري، إنطلق الحريري الابن في مشروع المعارضة البناءة والتي هدفها لملمة شارع "المستقبل" المتضرر من الحراك ومن الخروج من ​السلطة​ ومن الافلاس المالي لشركات الحريري على غرار آلاف الشركات في لبنان. وهذه امور وتحديات لن تكون سهلة على الحريري، وفق هؤلاء وستكون عصيبة عليه وعلى جمهوره وحتى على خصومه، وكله مرتبط بأداء حكومة دياب، وماذا يمكن ان تفعله فهل تحقق الانجاز وتمنع الانهيار؟ ام تغرق هي والبلد والاكثرية والمعارضة؟