في ذكرى شهيد ​لبنان​ الرئيس ​رفيق الحريري​ الذي اغتيل منذ 15 عاماً، في ذكراه تعود بنا الذاكرة الى رجل الاعمار رجل الارادة، الرجل الذي كان يعمل 20 ساعة في ​النهار​، رجل الانجازات، كبيرًا برؤيته الى وطنه لجعله بين مصاف الدول الأولى، صاحب القلب الكبير الذي احتضن اعداءه قبل اصدقائه ليرفع البلاء عنه وعنهم .

***

واليوم ولبنان أصبح مفلساً مالياً وسياسياً وثقافياً وسياحياً علام القطيعة مع ​جبران باسيل​؟

الشعب الأصيل استبق وقاطع الكل بثورة الغضب وأصبح اليوم يميّز بين من هو حضاري أو مخرب أو سلطوي.

جاهرتم بالقطيعة ونعترف انكم دولة الرئيس ​سعد الحريري​ دعوتم انصاركم ولبّوا النداء وبمحبة، ولكن ما همنا نحن الشعب، لا يشغل بالنا سوى الافلاس الذي دق أبواب كل الشعب قاطبةً، ولم يدق باب سياسي واحد.

***

هل أخذتم رأي الشعب واعطاكم براءة الاتفاق لتسوية ​باريس​ مع جبران باسيل منذ ثلاث سنوات وأربعة أشهر والتي انتهت ب​التسوية الرئاسية​؟

اذا كانت للإستقرار فهذا ممكن، ولكن كيف يكون الإستقرار ومنذ ذلك الوقت بدأ العد العكسي تحضيراً للانهيار؟

***

تعودنا على الصراحة المطلقة وبرؤية واقعية: فخامة الرئيس العماد ​ميشال عون​ هو حليف ​حزب الله​ علناً وعند اتفاقكم مع "الظل" والأخير حليف الحليف بمعنى انكم أصبحتم ضمنياً مع حزب الله في التسوية وحتى في ​السلطة​ التنفيذية .

***

ونكرر: القطيعة هي آخر همِّ الشعب الأصيل ولم تذكروا كلمة واحدة عن وضع الافلاس بالبلد؟

كيف تبخرت وسالت وحُجزت وتقننت أموال الشعب؟ هنا لبّ المعاناة؟

الآن نتساءل ما نفع القطيعة هل تزيد ​دولار​اً واحداً في جيب ذلك الشعب لتحصيل فتات ماله من ​المصارف​؟

بينكم وبين فخامة الرئيس كما ذكرتم تبادل مواقف شريفة من قبلكم برئاسة فخامته الذي أعاد لكم الموقف بإصرار على خروجكم من المملكة سالماً .

***

ونحن شعبُ لبنانَ الأصيل من وقف معنا، من كرّمنا بأدنى حقوقنا المدنية؟

السلطة التنفيذية مجتمعة هي المسؤولة الأولى عن خدمة شعبها فبماذا خدمتمونا؟ بقطع ​الكهرباء​ ووصول دينها الى 42 مليار دولار؟ بالبواخر الباهظة الكلفة؟ هل خدمتمونا بتخفيض كل نفقاتكم الى النصف؟ بالعكس زدتم الى ضعف ونصف ضعف .

هل خدمتمونا في تحويل أموال الإتصالات الى خزينة ​الدولة​؟ أم هدرت للمهرجانات والاحتفالات؟

اما بعدم دفع ​الضرائب​ والرسوم على ​الأملاك البحرية​؟ أليست اتفاقاً ما قبل القطيعة واللائحة تطول الى ما لا نهاية حول ملفات الهدر وبعد خراب ​البصرة​ آتت القطيعة وما الفائدة لنا؟

***

أليس من حق الشعب ان يسأل قبل القطيعة وبعدها كيف حُوّلت مليارات الدولارات ومعظمها من السياسيين الى الخارج؟ حتى ولو في عزّ القطيعة ألا يمكنكم دولة الرئيس الحريري، ان تشرحوا لنا نحن الشعب الذي يعاني قهراً وجوعاً وشحاً مالياً كيف يمكن إسترداد ​المال​ المنهوب المهدور فساداً والأقسى آخر ثلاث سنوات؟

إذا استعدتم أموال الشعب ولو بالإخبار مِمَن؟ وإلى أين حُوّلت .

وقتها سيحضنكم الشعب كل الشعب الأصيل، ويفرقكم من بين "كلن يعني كلن".