فجّرت شركة ​طيران الشرق الأوسط​ "قنبلتها" مع إنتشار خبر عدم قبولها الدفع إلا ب​الدولار​ الاميركي. هذا الخبر الذي سقط ك​الصاعقة​ على رؤوس ال​لبنان​يين، وكأنّه لا يكفيهم ما يمرّون به بظلّ وجود 3 أسعار للدولار حتى تأتيهم شركة طيران الشرق الأوسط لتعلن أنها وبالمختصر لن تتعامل بالعملة الوطنية...

وعلى مدى أربع وعشرين ساعة كان هذا الخبر مدار أخذ ورد، واحتدمت المسألة أكثر عندما صدر بيان أصحاب مكاتب أصحاب السفر يشيرون فيه الى إن مجلس النقابة عقد عقد إجتماعه بتاريخ 28/01/2020 وشدد على ضرورة توحيد معايير التعامل بين شركات الطيران من جهة ومكاتب السفر و​السياحة​ من جهة أخرى، شاكرين لكل من ساهم في حلّ هذه المسألة وعلى رأسهم ​رئيس الجمهورية​ ​ميشال عون​ وادارات شركات الطيران العاملة في لبنان وعلى رأسهم الميدل ايست...

أوحى هذا البيان وكأن الرئيس وافق على التسعير بالدولار أو بالأحرى هو من دفع بهذا الاتجاه... فما هي حقيقة هذه الرواية وماذا حصل حتى تراجع رئيس مجلس الادارة ​محمد الحوت​ عن قراره؟!.

حضر الأسبوع الماضي أصحاب مكاتب السفر الى ​القصر الجمهوري​ للتباحث مع رئيس الجمهورية في مسألة هامّة، وتقول الرواية إنّ المعنيين حملوا اليه شكوى مفادها حلّ قضيّة وجود سعرين لتذاكر السفر، فشركة طيران الشرق الأوسط تبيعها مباشرة الى الزبائن بالليرة في حين أنها تبيع تذاكرها الى مكاتب السفر بالدولار، وتشير المصادر الى أن "الرئيس تفهّم هواجس هؤلاء ووعدهم خيراً ودعا الى توحيد سعر التذاكر بالعملة الوطنية".

تذهب المصادر أبعد من ذلك لتقول بأن "​مصرف لبنان​ يملك أغلبية الأسهم في شركة طيران الشرق الأوسط، وحاكم مصرف لبنان ​رياض سلامة​ تبلّغ بعد اجتماع الرئيس عون بأصحاب مكاتب السفر ضرورة توحيد السعر ب​الليرة اللبنانية​ استنادا الى المادة السابعة والثلاثين الواردة في ​الموازنة​ وفي قانون النقد والتسليف، والتي تؤكد على ضرورة استيفاء جميع ​الضرائب​ والرسوم و​الأجور​ عن انواع الخدمات التي تقدمها ​الدولة​ عبر كل المؤسسات المملوكة أو الممولة من قبل الدولة بالليرة".

وهذا ليس كلّ شيء، إذ بحسب المصادر وبعد "البلبلة" التي حصلت وتوافد الناس الى مكاتب الميدل ايست لشراء التذاكر قبل يوم أمس قامت الدنيا ولم تقعد، فاتصل رئيس ​الحكومة​ حسّان دياب بالرئيس عون للتشاور في قضية قرار الشركة فما كان من الثاني إلا أن أبلغ الأوّل أنه طلب مسبقا التسعير بالليرة اللبنانية وهذا القرار اتّخذ، وتضيف المصادر: "تواصل دياب مع محمد الحوت مستفسراً عن هذا القرار! اذا، كيف للحوت ان يكْسر القرار ويلجأ الى اعلان التسعير بالدولار"؟.

تشير المصادر الى أن "محمد الحوت أكّد عدم صدور هكذا قرار بشكل رسمي أو أيّ بيان عن شركة طيران الشرق الأوسط تُعلن فيه الاستيفاء بالدولار فقط"، لافتةً الى أن "الإخراج لهذا الموضوع كان عبر إعلان الشركة التراجع عن قرارها".

نفى الحوت وجود هكذا رواية استيفاء ثمن التذاكر بالدولار، لكن التراجع عنه أو نفيه لا يعوّض عن الذلّ الذي لحق باللبنانيين الذي إنتظروا لساعات أمام مكاتب الميدل ايست لشراء تذكرة قد يتضاعف سعرها في اليوم التالي... وأمام هذا كلّه يبقى القول أنه إذا افترضنا حسن النيّة فإننا نعتبر صدور هكذا قرار قد جاء عن طريق الإلتباس، أما اذا ذهبنا أبعد فإن ّهناك من يلعب بمصير اللبنانيين وآن الأوان لمحاسبته!.