اشارت صحيفة "الغارديان" في مقال بعنوان "​إيران​ تحاول ملء الفراغ الاستراتيجي الذي خلفه اغتيال سليماني"، الى أن قتل قائد ​فيلق القدس​ أدى إلى "تراجع زخم المد الإيراني في المنطقة"، لافتة إلى أنه حين اتصل رئيس الوزراء ​العراق​ي السابق ​عادل عبد المهدي​ في فجر يوم 3 كانون الثاني بمستشاريه، قائلاً "لقد حدث أمر كبير"، ودعاهم إلى اجتماع فوري عاجل في مكتبه، كان من الجلي أن الخطب جلل، ف​قاسم سليماني​ قد قُتل.

واوضحت انه "كانت لحظة لم تشهد منطقة ​الشرق الأوسط​ مثلها على الأرجح خلال 17 عاماً، منذ سقوط نظام ​صدام حسين​". وبحسب المقال، فقد برز فور ذلك مشهد من الفوضى والخلل الوظيفي في كل من ​طهران​ و​بغداد​، ثم امتدت آثار اغتيال سليماني إلى سائر أرجاء المنطقة، وتركت تداعيات كبيرة على العلاقة بين فيلق القدس والجماعات الموالية لإيران في العراق على المدى القريب. ويمضي المقال قائلاً إن اغتيال سليماني ترك أثرا واضحا في العراق و​سوريا​ ولبنان؛ إذ كبح جماح النفوذ الإيراني في المنطقة.

وأظهرت عملية الاغتيال، حسب المقال، خللا كبيرا في ​منظومة​ السرية التي كان تحيط بفيلق القدس، واستخدمها في بسط نفوذه خلال العقدين الأخيرين، كما سلطت ​الضوء​ على علاقة معقدة بين طهران و​الحكومة العراقية​.

وذكر المقال إن إيران اتجهت إلى امين عام ​حزب الله​ اللبناني ​السيد حسن نصر الله​ للمساعدة على سد الفجوة التي خلفتها رحيل سليماني. لكن لا يستطيع نصر الله أن يفعل الكثير، خاصة أنه أمضى السنوات الـ14 الأخيرة تقريباً في مخابئ محروسة ومن غير المرجح أن يزداد شعوره بالأمان بعد اغتيال سليماني ب​طائرة​ أميركية من دون طيار، بحسب المقال.

ورأت الصحيفة البريطاية بأن التقدم الأخير للقوات الحكومية السورية في شمال غربي البلاد قد يعتبر، بصورة جزئية، رد فعل على اغتيال سليماني. وينقل عن ​لبيب النحاس​، من ​المعارضة السورية​، قوله إن إيران "حثت وكلاءها على التحرك خلال الأسابيع الأخيرة، وقد كان هذا عاملاً حاسماً في المعركة".

وذكر النحاس أن "إيران بعد وفاة سليماني أصبحت أكثر حرصاً على تأكيد هيمنتها الإقليمية بشكل عام، وفي سوريا، بشكل خاص، وقد قررت الاعتماد على نفسها وعلى نفوذها المباشر بدلاً من حلفاء ضعفاء".