تحدثت صحيفة "الإندبندنت" في مقال بعنوان "​معركة حلب​ تحرير بالنسبة للبعض، وكارثة بالنسبة للبعض الآخر"، عن حالة الانقسام الكبرى في الصراع السوري التي تجسدت في مشاهد متناقضة ظهرت عقب استعادة ​القوات​ الحكومية السورية المدعومة ب​الطائرات الروسية​ سيطرتها على محيط حلب.

ورأت الصحيفة البريطانية بأن معركة حلب "تجسد الانقسام الهائل المهيمن على الحرب في ​سوريا​"، فخلال الأسبوع الماضي، اضطرت آلاف العائلات للفرار من الهجمات والغارات الجوية التي استهدفت القرى والبلدات الواقعة في غربي حلب، مشيرة إلى أن هذا هو ​النزوح​ الثاني أو الثالث أو الرابع بالنسبة للكثير منهم "في رحلتهم للبحث عن مأوى، لكن دون جدوى".

وتحدث المقال أيضا عن خروج حشود كبيرة من مؤيدي ​الحكومة​ إلى شوارع حلب "احتفالاً بهزيمة قوات المعارضة، وإعلان ​الجيش السوري​ تحقيقه انتصاراً استراتيجياً ورمزياً في معركة حلب الطويلة".

وتناول المقال الخطاب المتلفز للرئيس السوري ​بشار الأسد​، تعليقاً على الانتصار في حلب، الذي قال فيه "إننا نفرك أنوفهم في التراب كمقدمة للنصر الكامل، وقبل هزيمتهم الكاملة، عاجلاً أم آجلاً". موضحة ان "ما اعتبره طرف تحريراً، كان بمثابة معركة الفناء بالنسبة للجانب الآخر". ولفتت الى أن نحو 900 ألف شخص تشردوا منذ بداية كانون الأول بسبب الضربات والهجمات التي استهدفت ​ريف حلب​ الغربي و​محافظة إدلب​ المجاورة، وهذه "موجة النزوح الأكبر طيلة فترة الحرب".

واشارت الى إن "معظم ​النازحين​ من ​الأطفال​ والنساء. وفي غياب مأوى بات معظمهم في العراء تحت برد قارس. بل أن نحو سبعة أطفال، منهم طفل لا يتجاوز عمره سبعة أشهر، ماتوا نتيجة البرد والأوضاع الكارثية في ​المخيمات​".

واشار كاتب المقال الى أنه تحدث عبر الهاتف مع أحد النازحين وهو شاب من حلب، عمره 29 عاماً اسمه أحمد عزيز ويعمل في إحدى المنظمات الخيرية. واضطر عزيز، بحسب المقال، إلى النزوح مرة أخرى مع عائلته إلى مدينة إعزاز بقرب الحدود التركية، ويقول متحسرا على وضعه: "كنت أحلم بالعودة إلى مدينتي حلب، لكن هذا الحلم تلاشى الآن".

ولخصت الصحيفة الفكرة الرئيسية في ما ذكره عزيز عن مؤيدي الأسد الذين احتفلوا بالنصر في حلب، إذ قال: "اعتبرها وحشية، أن يرقصوا على جثثنا. الذين قتلوا من قبل قوات الحكومة هم بشر أيضاً. إنهم ناس أرادوا العيش في بلد حر".