اشار حزب "الاتحاد" الى انه "لطالما كانت الوحدة العربية حلما يدغدغ مشاعر ملايين العرب، إلى أن جاء يوم تحقيق نواتها في 22 شباط من العام 1952، حيث نعيش اليوم الذكرى ال 62 للوحدة بين مصر و​سوريا​ والوطن العربي يمر في مخاض عسير، قد تكون نتيجته أكثر من ضياع ​القدس​ و​فلسطين​".

ولفت الاتحاد في بيان، الى "إن نجاح الحركة الاستعمارية العالمية بتقطيع أوصال الوطن العربي، وزرع كيان عنصري غاصب على أرض فلسطين العربية، كقاعدة عدوانية، لا تنطبق عليها القوانين والمواثيق الدولية، حارسة لمصالح الغرب الاستعماري، تحمل مشروعا استيطانيا على امتداد المنطقة العربية، هو لضرب هوية الامة، وجاء ما يسمى ب​الربيع العربي​ ليجرد ​العروبة​ من نقاط قوتها عبر محاولة تحطيم ركائزها الأساسية في مصر و​العراق​ وسوريا التي أحبها الرئيس ​جمال عبد الناصر​. وفي ذكرى الوحدة المجيدة، نستذكر صفحة مشرفة من تاريخ أمتنا، حيث التقت إرادة الشعبان الشقيقان في كل من مصر وسوريا لتصنع اول تجربة وحدوية عربية في العصر الحديث، بين قطرين عربيين شقيقين، لتكون نواة للوحدة العربية الشاملة، فمصر عبد الناصر، كان يدرك شعبها بأن قوتها لا يمكن أن تكتمل إلا بالتقائها مع سوريا ليشكلا معا عوامل نهوض الأمة وتحررها. وإن مشروع الوحدة كما أراده القائد جمال عبد الناصر يتمثل في تحقيقه ضمان عودة الأمة لنسجيها، في اقامة دولتها الموحدة العادلة التي تصون ولا تبدد تحمي ولا تهدد".

اضاف البيان "لقد كانت دعوة القائد المعلم جمال عبد الناصر القومية إلى الوحدة تهدف إلى التخلص من العصبيات المذهبية والطائفية والقبلية والعائلية، وإلى التخلص من ​الفقر​ والجهل والضعف والهوان، وإلى جعل إنسان الوطن العربي مواطنا يعزز انتماءه العمل المنتج، معتبرا أن الوحدة هي مصدر القوة فيما التجزئة هي عامل الضعف. واليوم وبعد مرور 62 عاما على توقيع اتفاقية الوحدة، يؤكد ​حزب الاتحاد​، أن الوحدة العربية هي حتمية تاريخية – مهما طال زمن تحقيقها- وهذه الحتمية تمليها حقيقة التاريخ والجغرافيا و​اللغة​، وإن تجربة الوحدة مع سوريا أكدت سلامة الحتمية التاريخية للوحدة وضرورتها وأكدت أن الأمة العربية أمة واحدة، وأن الوحدة ليست كلاما في الهواء. وأنها لن تتم إلا بعد تحرر كافة أقطار الوطن العربي من السيطرة الاستعمارية والاقتصادية، وقيام كل قطر بالحفاظ على وحدته الوطنية التي هي السبيل نحو الوحدة العربية، لأن وحدة أي قطر عربي تمثل خطوة وحدوية متقدمة تمنع تمزق نسيج الأمة وتشتتها".

ولفتت الى إننا نرى اليوم، أن التنسيق بهدف تحقيق التكامل الاقتصادي بين ​الدول العربية​ هو الحد الأدنى المطلوب، دعما للنضال الوحدوي لأنه يحد من التناقضات ويوجد المزيد من المصالح المشتركة، التي تضيق الحدود المصطنعة بين أقطار الوطن العربي. لقد كان أحد أهم أهداف الوحدة بين مصر وسوريا، ازالة الكيان الصهيوني الغاصب، والتأكيد على أن هدف تحرير فلسطين، فضلا عن أنه حق، فهو المدخل الحقيقي لتحرر الأمة العربية كلها، واسترداد قرارها المستقل وصونا لتاريخها، لأن ​القضية الفلسطينية​ كانت دائما وأبدا أم القضايا العربية والسبيل إلى الوحدة".

واعتبر البيان ان ما يحكى عن ​صفقة القرن​، ما هو الا استمرار لنهج ​الاغتصاب​ والتعدي على حقوق الأمة وقضاياها، وان اسقاط هذه الصفقة هو واجب قومي عربي، بالاضافة الى كونه واجبا وطنيا فلسطينيا يقتضي العمل الجاد والموحد لمقاومة كل محاولات فرضه بقوة العدوان او بالضغوط الاقتصادية، لأن فلسطين لا يمكن ان تكون سلعة للبيع، وهي ام القضايا العربية التي يتحدد مصير الامة بمدى تمسكها بهذه القضية وقدسيتها وعدالتها.