أمس وصلت ​طائرة​ ​إيران​ية قادمة من مدينة قم الى ​مطار بيروت الدولي​، بعد إنتشار ​أخبار​ إيرانية عن ​وفيات​ في قم بسبب فايروس ​الكورونا​، تحركت ​وزارة الصحة​ وتوجهت فرقها فورا الى ​المطار​، يرافقهم فريقا من ​الصليب الأحمر​، وتم الكشف على ركاب الطائرة الذين يبلغ عددهم 163 شخصا. لم تجد الفرق المختصة أي عوارض على 162 راكبا، واكتشفت إصابة راكبة بعوارض تشبه عوارض الفايروس، فتم نقلها الى ​مستشفى بيروت الحكومي​ بشكل عاجل.

أعلن وزير الصحة ​حمد حسن​ رئيس اللجنة الوطنية لمتابعة فايروس كورونا أن المصابة بصحة جيدة، وهناك حالتين مشتبه بهما تقوم الوزارة بالإجراءات اللازمة عبر وضعهما بالحجر في المستشفى، وستعود الفرق المختصة الى حوالي 10 ايام لمتابعة حالة الوافدين الى ​لبنان​ والتأكد من خلوّهم من فايروس الكورونا.

ربما لم يكن مستبعدا وصول الفايروس الى لبنان، خصوصا بعد خروجه من ​الصين​ ووصوله الى إيران ودول خليجية، ما يعني أن وصول "الكورونا" الى لبنان كان مسألة وقت، وبما أننا قد تحدثنا سابقا في بعض مقالات "النشرة" عن هذا الفايروس، كان لا بد اليوم من إعادة التذكير بعوارضه وكيفية الوقاية منه.

وفي هذا السياق، تجدر الإشارة الى أن المصابة التي أتت بالطائرة الإيرانية لن تكون الوحيدة التي تُتابع بعد تأكيد إصابتها، فكل من كان على متن الطائرة سيُتابع لفترة خمسة عشر يوماً عبر التواصل معهم لمعرفة ما إذا كانوا يشعرون بأي عوارض، واذا تبين للمعنيين في وزارة الصحة وجودها يتم تحويلهم الى طبيب مختص، خصوصا وأن الدراسات حول الفايروس ليست نهائيّة، وهناك علامات إستفهام حول ما اذا كان يُعدي في فترة الحضانة أي في الفترة التي يصاب بها الشخص بعوارض المرض، ولكنه لا يعد مصابا به بعد، وهذه الفترة تتراوح بين يومين وأربعة عشر يوماً.

أما بالنسبة لعوارض المرض، فأبرزها ارتفاع الحرارة، آلام في الحنجرة، سعال وصعوبة في ​التنفس​، ألم شديد في العضلات، الى جانب الصداع والإرهاق، وسيلان الأنف، ما يعني أن العوارض مشابهة لعوارض "الانفلونزا"، والفايروس ينتقل تماما كما تنتقل "الانفلونزا"، عن طريق الاحتكاك المباشر مع المصابين، السعال واللعاب أو الانتقال غير المباشر عبر تلوّث اليدين ومن ثم لمس الأنف والفم والعين.

وبما أن طرق انتقال الفايروس مشابهة لطريقة انتقال فايروس الانفلونزا فإن طرق الوقاية مماثلة أيضا، وتتم عبر تجنّب المصابين، من خلال غسل اليدين بالصابون والماء بشكل مستمر، ووضع الكمّامات.

في مطار بيروت الدولي ركّبت وزارة الصحة الكاميرات الحرارية لمتابعة درجة حرارة جسم المسافر، كما طلبت منذ فترة من المسافرين القادمين من الصين تعبئة استمارات خاصة، وهي اليوم بحسب ما علمت "النشرة" ستتشدد في عمليات المراقبة للمسافرين القادمين من أكثر من بلد حول العالم، مركّزة على أن قرار منع السفر الى أي دولة ليس من صلاحياتها، ولكنه بحال كان هناك ضرورة لمثل هذا الإجراء في ​المستقبل​ فإنها بكل تأكيد ستتواصل مع المعنيين لتقديم النصائح.

في مستشفى بيروت الحكومي أربع غرف مجهزة بـ4 أسرّة للحجر الصحي، وهذا العدد لا يكفي، بحسب مصادر وزارة الصحة، الا أنها ستسعى لزيادة هذه الغرف بالتعاون مع ​منظمة الصحة العالمية​، مشيرة الى أن العلاج هو علاج وقائي، ولا يوجد بالعالم حتى اليوم أي علاج خاص لهذا الفايروس.

"الوقاية خير من قنطار علاج"، فكيف اذا لم يكن العلاج موجودا أصلا. المهم في كل ما سبق هو الابتعاد قدر الإمكان عن كل ما يمكن أن يسهل انتقال هذا الفايروس. والبقية على الله.