افتتح الطريرك الماروني ​مار بشارة بطرس الراعي​ مؤتمراً تُنظِّمه الإكليريكيَّة البطريركيَّة المارونيَّة في غزير، بعنوان "الدَّعوة ​المسيح​يَّة والشَّبيبة في عالم اليوم من أجل تنشئةٍ كهنوتيَّةٍ متجدِّدةٍ للألفيَّة الثَّالثة، معتبراً أن "الموضوع شائكٌ لأسبابٍ متنوِّعة أختصرها باثنين، المتغيِّرات الاجتماعيَّة والاكتشافات التِّكنولوجيَّة التي تؤثِّر في العمق على الشَّبيبة في عالم اليوم، بدءًا من سنِّ الطُّفولة وحتَّى التَّقدُّم في سنِّ الرُّشد. ونشهد بالتَّالي روح التَّحرُّر من القيود والعادات والخضوع للسُّلطة. وغياب حضور الله في حياة معظم أجيال اليوم، بمعنى أنَّهم يعتقدون أنَّ لا علاقة لله في حياتهم اليوميَّة، وأنَّهم في غنًى عنه".

ولفت إلى أن الإكليريكيَّة تعقد المؤتمر، "لأنَّ الآباء المعنيِّين بتنشئة الإكليريكيِّين بحاجةٍ ماسَّة إلى معرفة واقع المدعوِّين إلى الكهنوت والحالة الرَّهبانيَّة من أجل إيجاد أفضل السُّبُل لتوفير التَّنشئة لهم؛ ولأنَّ المدعوِّين أنفسهم بحاجة إلى معرفة ذواتهم في إيجابيَّاتها وسلبيَّاتها من أجل التَّقدُّم في ما هو إيجابيٍّ وإصلاح ما هو سلبيّ.

وأشار إلى أن "التَّنشئة تعني تكوين الشَّخص المدعوِّ على صورة المسيح. وبحسب اللَّفظة الفرنسيَّة "formation" تعني إعطاءه الصِّيغة الملائمة لدعوته. ما يتطلَّب تعاون كلٍّ من الموجِّه والمدعوّ، المربِّي والطَّالب".

وأكد أن "المدعوين إلى ​الحياة​ الزَّوجيَّة يُريدُهم المسيح أن يعيشوا حبَّهم الزَّوجيَّ بالتَّفاني وهبة الذَّات، على مثال حُبِّه للكنيسة وأن يشكِّلوا جماعة حُبٍّ وحياة، تعيش بروح المسؤوليَّة رسالة الأبوَّة والأمومة المسؤولة".

وأوضح أنه "يجب على المرشدين أن يرافقوا الشَّباب بالأسلوب الذي رسمَه قداسة ​البابا فرنسيس​ في إرشاده الرَّسوليّ "المسيح يحيا"، وعلى أساس الخطّ المعتمد في سينودس الشَّبيبة، على مثال ​مسيرة​ الرَّبِّ يسوع القائم من الموت مع تلميذَي عمَّاوس. هذا الأسلوب والخطّ هما السَّير مع الشَّباب، والاستماع لهم، وقراءة همومهم وتطلُّعاتهم في ضوء كلام الله، وتمييز دعوتهم، وإرسالهم".