أشار السفير الصیني في ​لبنان​ وانغ كیجیان، في حديث لـ"النشرة"، إلى أنه "بعد تفشي مرض كوفيد-19، ظهرت حملة إعلامية تشكك في شفافية ومصداقية الحكومة ​الصين​ية"، مؤكدا ان "الحكومة في الصين تضع دوما حياة الشعب وصحته في مقدمة الاعتبارات، وقد اعتمدت التدابير الوقائية اللازمة للسيطرة واحتواء تفشي الفيروس"، لافتا الى أن "معرفتنا عن مرض كوفيد-19 لا تزال محدودة ونقوم بتطوير خطط التعامل معه باستمرار وتعيين مسؤولين أكثر كفاءة في المناصب الحيوية، وذلك من أجل الحصول على نتائج أفضل لمكافحته"، مؤكدا أن "ربط الفيروس بالدين لا يعكس الجهل فحسب، انما هو مخالف للتعاليم الدينيّة التي تدعو الى التسامح والتضامن فيما بين البشر".

وأوضح كیجیان، أنه "حسب الأبحاث الحالية يُجمع الخبراء في الصين وفي ​منظمة الصحة العالمية​ على أن هذا الفيروس ربما انتقل من الخفافيش إلى البشر، لكن طريقة الانتقال ليست معروفة حتى الآن، وقد أشارت إحدى الدراسات إلى أن آكل النمل البنغولي pangolin ربما هو أحد الوسطاء للانتقال وليس هناك أدلّة علمية تؤكّد أن ​الحيوانات​ البريّة الأخرى أو الحشرات تنقل هذا الفيروس"، لافتا الى أنه "على الرغم من أنّ الخبراء في العالم يعملوا جاهدين على تطوير دواء محدّد لعلاج المصابين، أو لقاح للوقاية، لم يتم تطوير هذا ​الدواء​ أو اللقاح حتى ​الساعة​، غير أن بعض ​الأدوية​ الموجودة قد أثبتت درجات متفاوتة من الفاعليّة في العلاج ودخلت أدوية جديدة الى مرحلة الاختبار، أما بالنسبة إلى اللقاح فهو بحاجة إلى اختبارات عديدة وإجراءات قاسية للتأكّد من سلامته على ​الانسان​ وبالتالي تطويره قد يحتاج عدّة أشهر أو أكثر".

وشدد كیجیان على أن "​السلطات الصينية​ اتخذت إجراءات قوية وفعالة وشاملة تمثلت بالكشف والتشخيص والعزل والعلاج المبكر وتعبئة ​القوى الوطنية​ لمكافحة هذا الفيروس، وقد أكّد خبراء منظّمة الصحة العالميّة أنّ الصين حقّقت نتائج ملحوظة في تخفيف حدّة تفشّي الوباء ومنع انتقال الفيروس بين الناس، وقد بلغ العدد الإجمالي للإصابات بالفيروس حتى نهاية يوم الأثنين 80,174 إصابة فيما توفي 2,915 شخصا جراء الوباء حتى الآن وتماثل 44518 للشفاء".

ورأى أن "بفضل الجهود المضنية التي بُذلت يشهد الوضع في الصين تغيرات إيجابية حيث تتراجع الزيادة اليومية ل​حالات​ الإصابة المؤكدة والمشتبه بها باستمرار في جميع أنحاء البلاد ويزداد عدد المرضى المتعافين بشكل كبير، وسنواصل بذل الجهود الحثيثة في مختلف أعمال ​الوقاية​ والسيطرة لضمان ​تحقيق​ النصر الكامل في أسرع وقت ممكن".

وردا على سؤال، لفت كیجیان الى ان "ليس هناك احصاء عن حجم الخسائر، لكن بالتأكيد هناك التأثير الكبيرعلى ​الاقتصاد​ الصيني والعالمي خصوصا قطاعي الخدمات والتصنيع، هذا بالاضافة إلى الانفاق الكبير من قبل الحكومة والمؤسسات والأفراد في مجال مكافحة الوباء، كما نعمل على إعادة تشغيل الانتاج والأعمال في ظل اجراءات الوقاية، وقد تبنت الصين سلسلة من السياسات والإجراءات لاستئناف الانتاج والأنشطة الاقتصادية، وبما أن الاقتصاد الصيني متميز بقوته ومرونته سيكون التأثير السلبي موقتا وسنتجاوزه، ولا تزال أساسات النمو الاقتصادي الجيد طويل الأجل في الصين ثابتة دون تغيير".

وأوضح أنه "منذ بدء الوباء تلقينا التضامن والدعم من القادة اللبنانيين و​الشعب اللبناني​ من مختلف المجالات، وأتلقى تعابير الدعم والتعاطف والتضامن من الأصدقاء اللبنانيين عندما استقبل وفودا وأتلقى مكالمات هاتفية أو عن طريق التواصل الاجتماعي، وهذا التضامن يعكس الروح الإنسانية العالية وعمق الصداقة التقليدية القائمة بين الشعبين الصيني واللبناني، وواثقون بأننا سنتمكن من التغلب على هذه ​الأزمة​ في وقت مبكر عبر تضافر الجهود العالميّة".

من جهة أخرى، لفت كیجیان إلى أن "​الحكومة الصينية​ تتصرف بانفتاح وشفافية ومسؤولية تجاه ​المجتمع الدولي​ حيث شاركت المعلومات عن الفيروس بشكل دقيق ويومي وساهمت بكل ايجابية في التعاون الدولي، وفي لبنان تقوم ​السفارة الصينية​ بالتواصل الدائم مع السلطات اللبنانية خاصة ​وزارة الصحة العامة​ ونقوم بتبادل المعلومات والخبرات والتشاور حول اجراءات الوقاية، كما عممنا التعلیمات والإرشادات من الوزارة حول الفيروس في الجالية الصینیة في لبنان وطلبنا منهم ومن المسافرين الصينيين القادمين من الصين الإلتزام بها، والإبلاغ فورا عن أي عارض أو الاشتباه بالإصابة بالمرض، وأنا شخصيا أرسلت خطط الوقاية والسيطرة التي أعدّتها الصين في مواجهة الفيروس إلى كل من رئيس الحكومة ​حسان دياب​ و​وزير الصحة​ ​حمد حسن​، ونأمل أن تكون الخبرة الصينية مفيدة للبنان".

وشدد كیجیان على أن بلاده "مستعدة للتعاون الاقتصادي مع الجانب اللبناني على أساس الاحترام المتبادل والمنفعة المتبادلة لتعزيز التنسيق السياسي وزيادة التفاهم المتبادل، علما أن الصين لا تضع شروطا سياسية لتعاونها مع لبنان في المجال الاقتصادي والتجاري والتكنولوجي".

ولفت الى "اننا تابعنا عمليات ​تشكيل الحكومة​ اللبنانية وبعث رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ ببرقية تهنئة لدياب، ونتطلع إلى مواصلة التشاور والتعاون مع ​الحكومة الجديدة​ في كافة المجالات، ونحن ملتزمون بتنفيذ مشروع المعهد الوطني اللبناني العالي للموسيقى الجديد المموّل من الحكومة الصينية بأكمل وجه، كما على استعداد لتقديم مزيد من المساعدة الإنسانية حسب الاقتضاء والمشاركة في مشاريع البنية التحتية في لبنان".