أكّد السفير السوري في ​لبنان​ ​علي عبد الكريم علي​، أنّ "مصلحة ​سوريا​ ولبنان تقتضي التكامل بين البلدين في الاقتصاد وال​سياسة​ والأمن وغيرها من المجالات، وكان رئيس الحكومة ​حسان دياب​ متجاوبًا ومنسجمًا مع ما قلته"، مبيّنًا أنّ "هناك انقسامات في الداخل الللبناني منذ عام 2005، لكن هناك دائمًا من يقول بالتكامل مع سوريا، وقد يكون هو الأكثر عددًا والأكثر انسجامًا مع مصلحة لبنان".

وركّز في حديث تلفزيوني، على أنّ "العلاقات قائمة بين البلدين، وهناك تنسيق أمني فرضته المصلحة، وعندما واجه لبنان ​الإرهاب​ كان هناك تنيسق بين الجيشين وبين البلدين بشكل أو بآخر؛ ولا أرى أنّ الكلام الكبير الّذي يلجأ إليه البعض، واقعيًّا أو مقبولًا"، لافتًا إلى أنّ "زيارتي لدياب هي في السياق الطبيعي، وأعرفه منذ أن كان وزيرًا للتربية، ونرجو له التوفيق لأنّ في ذلك مصلحة للبنان وسوريا". وذكّر بـ"أنّني زرت رئيس الحكومة السابق ​سعد الحريري​، وزرت رئيس الحكومة السابق ​تمام سلام​ مهنّئًا، وكانت لي زيارات عدّة لرئيس الوزراء السابق ​نجيب ميقاتي​؛ وعدم تفعيل العلاقة هي مسوؤليّة لبنانيّة لأنّ سوريا لم تدخر جهدًا".

وشدّد علي على أنّ "سوريا تواجه حربًا شرسة، استُخدم فيها ​السلاح​ والمال والإعلام، وهي تخرج منتصرة من هذه الحرب، وللبنان مصلحة بأن يستثمر في انتصار سوريا. ورأى أنّ "الإرهاب يتهدّد البلدين معًا، ولبنان أحوج إلى سوريا من حاجة سوريا إلى لبنان". وأوضح "أنّني لم أنتظر زيارة السفراء العرب لدياب لأقوم بزيارته، فلكلّ دولة رؤيتها، بل انتظرت ​البيان الوزاري​ وكان هناك تواصل مع أجواء دياب والوزراء"، منوّهًا إلى أنّ "التواصل قائم وهناك صداقات كبيرة وواسعة ومتعددّة مع جهات لبنانيّة، وليست كلّ العلاقات تجمع تطابقًا في الرؤية السياسيّة".

وأشار إلى أنّه "عندما يكون لبنان مستقرًّا، فهذا في مصلحة سوريا، إذ انّ الحدود المتداخلة تفرض تنسيقًا بين الجهات المعنيّة في الأمن والاقتصاد، وحتّى بين ​المصارف​"، مؤكّدًا أنّ "من مصلحة دياب والوزراء و​القيادة​ اللبنانية في كلّ مسمياتها، أن يتكامل المسؤولون في البلدين وأن ينسّقوا". وذكر أنّ "السيادة الحقيقيّة الّتي يمكن أن يفاخر بها لبنان، هي الّتي قدّمتها ​المقاومة​ للبنان، فلولاها، لكانت ​إسرائيل​ وصلت إلى العاصمة. وبعد أن انتصرت المقاومة في العام 2000، ورغم تحالف عربي ودولي وإقليمي لمحوها، انتصرت في عام 2006؛ وباتت إسرائيل تحسب للبنان حسابًا".

كما أعلن أنّ "سوريا يعنيها أن تحرّر كامل التراب السوري من الإرهاب، وهو ما يتحقّق على خطوات متتالية، وتدرك أنّ الرهان الّذي قادته دول كبرى إقليميّة وعربيّة، وصل إلى طريق مقفل. بالتالي، الكل يبحث عن مراجعة، وسوريا ترحّب بذلك لأنّها لا تريد استمرار الحصار والنزيف"، لافتًا إلى أنّ "سوريا حريصة على الحاضنة العربيّة، والدول الّتي موّلت الإرهاب أو دعمته، تدرك أنّه أصبح خطرًا عليها هي أيضًا".

وأفاد علي بأنّ "سوريا حريصة على أشقائها، وندرك أنّ في كل الدول العربيّة، حتّى الّتي كان لها دور في التحريض على الإرهاب أو تمويله أو إرسال إرهابيّين إليها، أنّ الشعب في هذه الدول، بنسبة ما، كان متعاطفًا وحزينًا لما تمرّ به سوريا"، كاشفًا أنّ "العلاقة مع ​الإمارات​ بقيت طيّبة عل طول الخط". وركّز على أنّ "في ​حكومة الحريري​ السابقة، العديد من الوزراء زاروا سوريا، وبعضهم لمرّات متعدّدة"، مشدّدًا على أنّ "المصلحة تقتضي التنسيق والتكامل بين البلدين، وأي كلام عن عدم تنسيق فيه مخالفة للسياق المنطقي".