أكد الرئيس السوري ​بشار الأسد​ "اننا لم نقم بأي عمل عدائي ضد ​تركيا​ لكن الانتماء الإخواني للرئيس التركي ​رجب طيب أردوغان​ كان فوق كل شيء، فحركة ​الاخوان المسلمين​ ليس لديها أخلاق سياسية أو اجتماعية ولا حتى دينية وهذا هو منهج إردوغان ، وأنه لا بد أن يتخلى عن دعم ​الإرهاب​ حتى تعود العلاقات بين بلدينا"، سائلاً الشعب التركي "ما هي القضية التي يستحق أن يموت من أجلها الأتراك؟"، مشدداً على أن "تركيا بدأت بإرسال الدفعة الثانية من اللاجئين كنوع من الابتزاز ل​أوروبا​".

واعتبر خلال مقابلة تلفزيونية أن "هدفنا المشترك مع ​روسيا​ لطالما كان إبعاد تركيا عن نهج دعم الإرهابيين واعادتها الى مكانها الطبيعي، وأن وقوف أصدقائنا على رأسهم روسيا و​إيران​ معنا لعب دوراً أساسيا في تحقيق الصمود".

ولفت إلى أن "هناك عدة عوامل تجعلنا دولة قوية في هذه الحرب أولها الوعي الشعبي، فالقدرة الأسطورية على التضحية لدى ​الشعب السوري​ رأيناها بشكل أساسي لدى الجيش"، معتبراً أن "الحرب هي درس هام لأي مجتمع مفاده أن ​التطرف​ مدمر وعدم قبول الآخر هو أمر خطير وهذا ما زاد من وحدة شعبنا، وأنه في مثل هذا النوع من الحرب لا بد أن يكون العفو أحد العناصر الأساسية في السياسة الداخلية، عندما أصدرت أول قرار بالعفو كان هناك استياء داخل الدولة وخارجها في البداية لكن الأمر تغير الآن، فمعظم الذين حملوا ​السلاح​ يميلون للعودة إلى الدولة ولا سيما أن هؤلاء أرغموا على حمله".

وشدد على أن "هناك تنوع فيه كل ألوان المجتمع في مناطق سيطرة الدولة بينما لا يظهر في مناطق الإرهابيين سوى التطرف، وفي مناطق المسلحين قمنا بما يسمى تسوية الأوضاع وهذه العملية أعادت الاستقرار إلى الكثير من المناطق، فعند دخولنا إلى أي منطقة بعد خروج الإرهابيين منها نعمل على إعادة بناء البنى التحتية والمدارس والمستشفيات"، موضحاً أن "الأعمال الإرهابية لا يجب أن تثنينا عن جهود المصالحة بل يجب ملاحقة الخلايا النائمة المدعومة من الخارج"، لافتاً إلى أن "​الانتخابات التشريعية​ يجب أن تجري خلال أشهر من الآن".

وأكد الأسد أن "معظم ​الدول العربية​ حافظت على علاقاتها مع ​سوريا​ لكن بشكل غير معلن خوفاً من الضغوط الأميركية المستمرة، والأوروبيون غير قادرين على تغيير علاقاتهم مع سوريا بسبب طبيعة علاقاتهم بواشنطن، فهناك مسؤولون أوروبيون أخبرونا بعدم قدرتهم على تغيير العلاقة معنا بسبب التبعية للولايات المتحدة"، مشدداً على أن "أوروبا أصبحت منذ أكثر من عقد منفذاً للسياسة الأميركية".

وأوضح أنه "لم نشعر في أي يوم خلال الحرب بأن الروس يحاولون فرض آرائهم علينا وإذا وقع خلاف بيننا فإنهم يحترمون رأينا، وعلاقتنا بروسيا تطورت خلال الحرب ودور روسيا هو إعادة التوازن إلى العلاقات الدولية وأن دور روسيا على الساحة الدولية يخدم كل الدول".

وعلق الأسد على الضغط الأميركي معتبراً أنه "منذ عام 2018 كان هناك رغبة لدى شركات عربية وغير عربية للعب دور في إعادة إعمار سوريا، و الضغوط الأميركية أخافت الشركات من الإستثمار في إعادة إعمار سوريا، موضحاً أن هناك أساليب ستسمح للشركات بالاستثمار في سوريا من دون التعرض للعقوبات الأميركية".

وأشار الأسد إلى أن "هناك احتلال من الإرهابيين والأميركيين لأهم مواقع آبار ​النفط​ في سوريا وواشنطن تسعى لتأخير إعادة الاعمار، مؤكداً أن "الأولوية العسكرية الآن لإدلب ولذلك قام إردوغان بزج قواته هناك بطلب من الأميركيين، فالأميركيون يعرفون أن تحرير إدلب سيمهد لتحرير المناطق الشرقية"، لافتاً إلى أنه ليس هناك شيء إسمه القضية الكردية في سوريا لا مشكلة مع الكرد بل هناك مشكلة مع المطالبين بالانفصال، ونتواصل مع المجموعات الكردية السياسية المتواجدة في المناطق الشمالية السورية لكن جزءا منها تابع للأميركيين، لكن لا يمكن أن نصل إلى نتائج في أي حوار مع المجموعات الكردية قبل أن يحددوا موقفهم تجاه الاحتلال".

وأعلن الأسد أنه "ستبدأ عمليات مقاومة ضد المحتلين شرق الفرات ومن واجب الدولة دعم أي عمليات من هذا النوع، والمشكلة الآن هي التعامل مع الأميركي وهو محتل ولص يسرق النفط السوري، والمجموعات الكردية لم تطلق طلقة واحدة عند دخول ​القوات التركية​ إلى سوريا لأن الأميركي هو من قرر ذلك، فإذا ارادوا مواجهة التركي معنا فعليهم إرسال المسلحين للقتال إلى جانبنا".

وأكد الأسد أن "​صفقة القرن​ قُدمت من أجل ​الانتخابات الأميركية​ المقبلة وهي فكرة فارغة وتطبيقها مدمر، ولا يمكن تطبيقها إذا رفضتها شعوب المنطقة ولن نسمع بها بعد الانتخابات الأميركية".

ولفت إلى أن الحرب مهما كانت نتائجها هي شيء سيء لكن الألم يجب أن يكون الدافع للعمل أكثر من ذي قبل، وأنه لو سرنا في أي اتجاه غير مواجهة الإرهاب في بداية الحرب لكنا قد خسرنا الوطن، و أول ما افكر به من موقعي كمسؤول تجاه الحرب هو حماية الوطن".