شدد نائب رئيس ​المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى​ الشيخ علي الخطيب على ضرورة ان يتحلى السياسيون بروح المسؤولية الوطنية في معالجة الازمات الخطيرة التي يعاني منها ​لبنان​ بما يجنب المواطنين تداعيات دفع الاستحقاقات ​المال​ية المترتبة ، وطالما ان اللبنانيين مجمعون على خطورة الأوضاع الاقتصادية و تردي الظروف المعيشية والاجتماعية في ظل التضخم الحاصل وتدني قيمة النقد الوطني فإنهم مطالبون بالتعاون مع ​الحكومة​ الانقاذية التي التزمت الإصلاح وتولت مهمة شاقة وصعبة تتصل بإنفاذ وطن وشعب انهكتهما سياسات اقتصادية ربوية ومحاصصات طائفية وتلزيمات بالتراضي وهدر فاضح وصفقات مشبوهة، لذلك لا يجوز تحميل الحكومة مسؤولية التردي الذي وصلنا اليه، ولا يجوز ان يدفع المواطنون المنهكون و الفقراء ثمن ​الفساد​ السياسي والاقتصادي والإداري، و على الجميع ان يتضامنوا ويتكاتفوا لإنقاذ وطنهم فيعملوا لاسترداد أموال ​الدولة​ المنهوبة أينما وجدت بعد رفع الغطاء السياسي عن كل فاسد ومرتش وسارق، ونحن اذ ننوه بخطوة رفع ​السرية المصرفية​ عن المسؤولين فاننا نطالب السياسيين برفع اليد عن ​القضاء​ واطلاق يده في المحاسبة وكشف الفاسدين والمرتشين من أصحاب الثروات المشبوهة تمهيداً لاستعادة المال العام المنهوب.

وحذر الخطيب خلال خطبة الجمعة في مسجد لبايا - ​البقاع الغربي​، من التلهي بالخلافات الجانبية والانجرار خلف الدعوات المشبوهة والانزلاق الى مهاوي الفتن المصطنعة لان وطننا يستصرخ بنيه لإنفاذه والمرحلة تحتاج الى وعي وحكمة ومسؤولية في التعاطي معها، فالتضامن الداخلي اكثر من ضرورة لتحصين بلدنا وعلى الجميع وقف السجالات والمناكفات والتفرغ لايجاد الحلول الناجعة التي تنقذ لبنان، وتبقيه محصناً بوجه الضغوط الاقتصادية والاملاءات الخارجية ، وعلى الحكومة ان تضع البرامج والخطط الإصلاحية والنقدية لإخراج البلد من ازماته، وعلى السياسيين ان يتكاتفوا ويتعاونوا ويقفوا مع الحكومة في عملية انقاذ الوطن وليعلموا ان البلد اذا سقط لا سمح الله سيسقط على الجميع.

وطالب الشيخ الخطيب اللبنانيين بالتعاون مع ​وزارة الصحة​ والجهات المعنية في اجراءاتها الوقائية للحد من تفشي ​فيروس كورونا​، بما يحول دون تحوله الى وباء، وعلى ​وسائل الاعلام​ المحلية والدولية بأن تسهم في توعية الناس و نشر الوعي دون اثارة القلق والذعر والتعامل مع هذا الفيروس وفق الارشادات الطبية ولاسيما ان فرص شفاء المصابين به كبيرة جدا".