اشار ​الشيخ أحمد قبلان​ الى "إن البلد ليس منهوباً ولا مستنزفاً فحسب، بل متروكاً وشعبه وناسه لأسوأ الظروف وأخسّها، فيما هناك من يُصرّ على تعميق الطوأفة في المؤسسات والتعيينات في الإدارات العامة، وكأن المراد للبلد العودة إلى الإقطاع السياسي ذي اللون الواحد، ولهذا نسأل لماذا إصرار البعض على تهجير ​الشيعة​ من ​السلطة​ و​القضاء​، و​الجيش​ و​قوى الأمن​؟ وهل هناك مخطط ما، يحاك في الغرف المعتمة؟ أم المقصود هو إقصاء من قاوم وحرّر البلد من ​إسرائيل​ وكسر شوكتها، وتصدّى للتكفير العالمي المدعوم من الأميركان وبعض دول المنطقة؟ أم أن هناك أجندة إقليمية ودولية هدفها إضعاف الطائفة التي دفعت وما زالت تقدّم الشهداء، من أجل هذا البلد، وفي سبيل سيادته".

ولفت قبلان خلال خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين(ع) في ​برج البراجنة​، إلى "أن زمن التنازل لمصلحة الجبناء والثعالب قد انتهى، فالقمقم تحطّم، ولن نقبل بعد اليوم بمعادلة الخضوع أو السقوط، لأن التاريخ علّمنا أن من يتسلّم البلد من دون تضحيات، يهون عليه تسليمها بالصفقات والإملاءات".

واعتبر المفتي قبلان "أن الأزمات التي نعيشها اقتصادياً ومالياً، وتحاصر البلد وتضعه أمام تحديات صعبة أحلاها مرّ، تقع مسؤوليتها على عاتق من حكموا ومعهم ​المصرف المركزي​ وجماعة ​المصارف​، فهم من أوصلنا إلى هذه الضائقة الكارثية التي نحن فيها. ولهذا، لن نعطي البراءة لأحد، فالكل متّهم والكل أجرم بحق البلد، وتنعّم بمال الناس، وشارك بلعبة النهب والهدر وإفراغ الخزينة بالسمسرات والمحاصصات. وعليه، لن نسمح بالسطو على ودائع الناس، ولن نرضى بأي قرارات حكومية تحمّل الناس تداعيات الانهيار المالي، بضرائب ورسوم، مجحفة وغير عادلة، كما لن نوافق أبداً على أي ​سياسة​ حكومية تتغاضى عن فتح ملفات ​الفساد​، وفضح الفاسدين في كل القطاعات، وأولها ​الكهرباء​ و​الاتصالات​ والمرافئ و​المطار​ والمصرف المركزي و​الأملاك البحرية​، ونصرّ على إقرار المحكمة المالية من دون شكليات، وعلى إسقاط الحصانات المختلفة، مع التأكيد على ضرورة تحويل جلسات اللجان إلى جلسات علنية ومنقولة مباشرة على الإعلام، لأن لعبة الكواليس حوّلت البلد إلى مغاور ​اختلاس​ وفساد. كما ندعو إلى عدم إعفاء المحطات والشركات الكبيرة من ​الضرائب​ والرسوم، لأن من له الغنم عليه الغرم".

أما بالنسبة لما نعيشه اليوم من خوف وقلق جراء ​فيروس كورونا​، دعا المفتي قبلان "إلى مزيد من الإجراءات والحمايات الطبية بالإرشادات والتوجيهات التي تساعد على احتواء هذا الوباء، والحد من انتشاره، وإلزام ​البلديات​ القيام بدور أكبر في كيفية التعاطي مع هذا التهديد الذي يشكّله هذا الفيروس الخطير على ​الصحة العامة​، فيكفي هذه البلديات إهمالاً وفساداً. فالبلد في أسوأ حالاته، والمفروض أن نتعاون جميعاً على مواجهته". وتوجه سماحته بالشكر "إلى ​وزارة الصحة​ والجهات الصحية على ما قاموا به، سوى أن هذه ​الحكومة​ مطالبة بالمزيد، وعدم دفن الرأس في الرمل، خاصة أن بعض الدول تصرّ على عدم الإعلان عن الفيروس، فيما الوافدين منها ثبت لديهم بالفعل الإصابة بهذا الفيروس المهدد للحياة".