تمنّى رئيس الجمهورية السابق ​ميشال سليمان​، أن "تنجح ​الحكومة​ في تدارك الوضع المأسوي الّذي يمر به البلد، أكان على الصعيد الاقتصادي أو الصحّي في ظلّ وباء ​كورونا​".

ولفت عقب لقائه البطريرك الماروني الكاردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​ في ​بكركي​، إلى أنّ "هناك إجراءات تتّخذها الحكومة ويتوقّف نجاح الإجراءات على كيفيّة التعاطي مع المؤسّسات الماليّة وكيفيّة تأمين الإيرادات، ولو أنّنا نؤجّل الدين وتعاد هيكلته وبرمجته من جديد؛ ولكن من أين نأتي بالمال؟"، مؤكّدًا أنّ "علينا الإلتفات أكثر إلى النمو الاقتصادي في البلد، الّذي يتوقّف على إعادة اكتساب ثقة ​المجتمع الدولي​ والرأسمال والمستثمرين في ​لبنان​، وهذه لا تأتي بالتمنّي إنّما بحاجة إلى أفعال".

وركّز سليمان على أنّ "لذلك، مع الاجراءات الّتي تتحضّر، على الحكومة أن تضع ال​سياسة​ العامة للبلد قبل كلّ شيء حسب المادة 65 من ​الدستور​، والبند الأوّل من صلاحيات ​مجلس الوزراء​ هو وضع السياسة العامة للبلاد في المجالات كافّة. وهنا نرى بالتحديد كيف يكون ​النأي بالنفس​". وأوضح "أنّنا هربنا من التحييد، وهنا السؤال: هل النأي بالنفس في قلب الحكومة؟ هل العمليّة لعب "بيت بيوت"؟ إنّ النأي بالنفس سيطبّق على كلّ شرائح المجتمع". وشدّد على أنّ "النأي بالنفس يجب أن يُناقش حول المواضيع الّتي تؤدّي إليه: ضبط ​السلاح​، ​الاستراتيجية الدفاعية​، ورفع منسوب سيادة الدولة على الأراضي اللبنانية حتّى نستعيد الثقة. وهذا النقاش يجب أن يبدأ بحوار أو داخل مجلس الوزراء لإعطاء رسائل ايجابية للخارج"، منوهًا إلى أنّ "السياسة العامة يجب أن تسبق الإجراءات الحكوميّة، لكي يكون هناك مستثمرون".

وأعرب عن أمله أن "تمنع الخطوات الّتي ستتّخذ انهيار البلد"، مشيرًا إلى أنّ "أكثر من الإجراءات الحسابيّة، نحن في حاجة إلى تصحيح الوضع السياسي، لأنّ سياستنا لا تجلب الاستثمارات. اقترحنا في الماضي تحييد لبنان ومناقشة استراتيجية دفاعية، والجميع وافق في البداية ولكنّهم عادوا وخرجوا من الموضوع. الأمور يجب أن تُعالَج وإلّا فنحن ذاهبون إلى الإنهيار".

وعن وجود صراع مصرفي- سياسي، سأل: "هل نستطيع الإستعانة بالمؤسّسات الماليّة العالميّة الدوليّة أم لا؟ هل الخوف من وضع شروط قاسية ومراقبة المصاريف؟". ورأى أنّ "كل شيء مرهون بمناقشة السياسة العامة للبنان. وضعنا النأي بالنفس في ​البيان الوزاري​، ولكن يقولون هذا داخل الحكومة وليس خارجها. كيف هذا؟ هل نحن دولة أم عشائر؟ تجاه الخارج علينا شرح بنود النأي بالنفس؟".