بين ​الشعب اللبناني​ هناك من سيّس ​فيروس كورونا​ وربطه تارةً ب​إيران​ وتارةً ب​حزب الله​. بين الشعب اللبناني، هناك من إعتبر أن السلطة في لبنان سوّقت ونشرت الفيروس العالمي لضرب الحراك المطلبي في الشارع. بين هذا الشعب أيضاً، هناك من إستغلّ هذا الفيروس للتنمّر والسخرية من وزير على خلفية تصريح، وبينه من لم يعر أهمية لكل حملات التوعية الوقائية من الفيروس، وقصد مع العائلة مراكز التزلج بعد إقفال المدارس، أو سهر في ملهى ليلي أو مقهى من دون أي حماية أو وقاية. بين هذا الشعب، إدارات مدارس نظمت رحلات للتلامذة في زمن كورونا.

بين الشعب اللبناني هناك من تعاطى بعدم مسؤولية وأكمل حياته وكأن شيئاً لم يكن، وبين هذا الشعب من إتخذ كل الإحتياطات اللازمة لحماية نفسه وأهله وعائلته قبل الآخرين. وإذا كانت الدولة قد تأخرت بقرار وقف الرحلات من البلدان التي انتشر فيها فيروس كورونا كإيران و​إيطاليا​ و​اليابان​ و​كوريا​ وغيرها فماذا عن ممرضة من المفترض أنها مؤتمنة على رعاية المرضى ومراقبة وضعهم الصحي، وتتعاطى مع كورونا بلا مسؤولية وإستهتار ؟!.

ففي المعلومات التي يرويها مصدر طبي بارز لـ"النشرة" يتبيّن أن ممرضة تعمل في إحدى ​المستشفيات​، خضعت لفحص فيروس وجاءت نتيجتها إيجابية. إدارة المستشفى وبعد التأكد من إصابة الممرضة بالفيروس، وعلى رغم أنها كانت لا تزال في المرحلة التي تسبق ظهور العوارض، كضيق النفس والسعال وغيرها طلبت منها العودة الى منزلها وحجر نفسها من دون أن تتواصل مع أي أحد من الأقرباء والجيران والاصدقاء إلا بعد إنقضاء فترة الحجر وإجراء الفحص اللازم للتأكد من شفائها. تخيلّوا أن الممرضة التي من واجبها الحفاظ على صحة الآخرين وصحتها، لم تلتزم بما تفرضه عليها تدابير الحجر المنزلي. تخيلوا أن الممرضة المذكورة قصدت السوبرماركت القريب من منزلها بهدف التبضّع! وتخيلّوا أيضاً أن الممرضة المذكورة شاركت في منطقتها بإحدى مناسبات الحزن أي بمعنى آخر قدّمت واجب العزاء بشخص توفي كل ذلك في مكان مكتظ بالمعزّين!.

تخيلوا أن هناك من صوّر فيديو للممرضة التي أصابها كورونا، وهي تصول وتجول بعربتها بين ممرات السوبرماركت حيث البضائع المعروضة للبيع، وتخيّلوا أيضاً، أن فيديو ثانٍ التقط للممرضة المذكورة، وهي تقدّم واجب العزاء. تخيّلوا وتخيّلوا وتخيّلوا، عفواً، لا حاجة للخيال وعالمه، ما ذُكر أعلاه بتفاصيله التي يرويها المصدر الطبي البارز، قد حصل فعلاً وقد تمّ تصوير الممرضة غير المسؤولة ومن ثم أرسلت الصور الى مرجعياتها الطبية.

فإذا وصلت درجة الإستهتار هذه الى التي يجب أن تكون مؤتمنة على نشر ثقافة الوقاية من كورونا، فماذا تتركون لعامة الشعب؟ وهل ستحاسبها نقابتها على فعلتها هذه كي تكون عبرةً لمن إعتبر؟.