توجه المفتي الجعفري الممتاز سماحة ​الشيخ أحمد قبلان​ برسالة الجمعة إلى ال​لبنان​يين معتبراً أننا نمر بلحظات مفصلية جداً، سواء على مستوى وضع البلد المالي والنقدي أو لجهة الوباء المستجد، وواجبنا الشرعي والوطني يفرض علينا تطبيق مبدأ كأساس لحماية البلد، وتأكيد الشراكة الوطنية والأخلاقية، فعلى اللبنانيين بكل فئاتهم وانتماءاتهم وتوجهاتهم الحزبية والطوائفية والمذهبية أن يكونوا معاً في هذه المرحلة المصيرية من تاريخ بلدهم، التي بسبب سياسات وسلوكيات تغلفت بالنفاق والتكاذب على اللبنانيين جاءت النتائج والتداعيات على عكس الآمال والطموحات، ولأن لبنان مطوّق ومحاصر بالعقوبات والضغوطات الدولية والإقليمية بهدف إخضاعه وإضعافه واستنزافه بلقمة العيش وحبة ​الدواء​ أصبح من الضروري جداً وقف كل المناورات وكل المزايدات السياسية، والالتفاف حول هذه ​الحكومة​ وتقديم كل ما تحتاجه من تأييد ودعم وتسهيل، ليس لأنها حكومة هذه الجهة أو تلك، بل لأنها قد تكون آخر حكومة. وعلى المعرقلين من أي فريق كانوا أن يدركوا هذه الحقيقة، ويتعاملوا معها على هذا الأساس، وأن يكونوا على حذر شديد مما قد يجره إخفاق هذه الحكومة من ويلات ومصائب على هذا البلد في تركيبته وكيانه واستقراره".

وثمّن المفتي قبلان "قرار الحكومة تعليق دفع سندات اليوروبوند وندعوها للإسراع بإنجاز الخطة الاقتصادية الشاملة ووضع البرامج الإصلاحية وبخاصة هيكلة ​الدين العام​ مع التأكيد على ضرورة اجتثاث ​الفساد​ ومحاسبة الفاسدين وإيقاف الهدر واسترداد أموال ​الدولة​، ووضع اليد على كل المرافق والمرافئ، لأنه من المشين وغير المقبول، بعد الذي نحن فيه من أزمات ومشاكل وأوضاع متردية وظروف معيشية صعبة وصحية مرعبة، جرّاء ​فيروس كورونا​، ومعاناة بدأت تطال أغلبية اللبنانيين وتهددهم ب​الفقر​ والجوع، أن تستمر ​السلطة​ ب​سياسة​ ​المحاصصة​ والاسترضاء لهذا وذاك، فيما البلد يتهاوى وينهار".

ولفت إلى أن "معادلة "خود واعطيني" هدّمت الدولة، وشلّت مؤسساتها وأفقدتها هيبتها وثقة الناس بها، وسيّبت البلد أمام مافيات ​المصارف​ وعصابات ​الدولار​ "والحبل جرار". وعليه، فإننا نحذّر الجميع ونقول لمن في السلطة وخارجها: اتقوا الله وخافوه في البلاد والعباد، لقد انكشف المستور، وبانت سوءاتكم، ولم يعد لديكم أي حجة أو مبرر، فلعبة التسويف والخداع انتهت، وأصبح مصير البلد ومصيركم على المحك، فإما أن تتعاونوا وتعملوا على إنقاذ ما تبقى من البلد وتخليصه من المأزق الكبير، وإما أن يغرق المركب بمن فيه. فحذارِ الاستهتار والاستخفاف والاستمرار بسياسة المعاندة والشماتة والمكايدة والمقامرة بمستقبل لبنان واللبنانيين".

أما بخصوص كورونا هذا الوباء الخطير، ناشد المفتي قبلان "اللبنانيين جميعاً الالتزام بالتدابير الوقائية والنصائح الطبية، وعدم التقليل من انعكاسات هذا الوباء، والتقيّد بالإرشادات والتعاليم التي تصدر عن ​وزارة الصحة​، وبخاصة في ما يتعلق بالعزل المنزلي، واتخاذ كل الاحتياطات التي تحدّ من انتشار هذا الفيروس من خلال تجنّب التجمعات والتخفيف من إقامة المناسبات، وإذا أمكن إلغاؤها، فهذا واجب شرعي وأخلاقي وإنساني"... مطالباً "الحكومة بالمزيد من الإجراءات، وبتأمين كل المستلزمات، كما ندعوها لأن تكون مستنفرة ومتأهبة إلى أقصى الحدود وفي كل المناطق، لمواجهة ومحاصرة هذا الوباء والحيلولة دون انتشاره".