شدد رئيس ​لجنة الصحة النيابية​ النائب الدكتور ​عاصم عراجي​ على أن "الاعتماد كان ولا يزال حتى اللحظة على مستشفى ​بيروت​ الحكومي، وعند بدء الازمة تم تجهيز قسم من المستشفى بشكل سريع وهذا القسم استطاع استيعاب كافة الحالات المصابة بفيروس "​الكورونا​"، كما طلبنا من ​وزير الصحة​ ​حمد حسن​ حينها تجهيز ​المستشفيات الحكومية​ خوفا من انتشار الفيروس، وتمنينا على ​المستشفيات الخاصة​ أن تكون على جهوزية تامة في حال انتشار الفيروس بشكل اوسع لكي يتم الاستعانة بها لمساندة المستشفيات الحكومية من اجل استيعاب كافة المرضى".

وكشف عراجي في حديث صحفي، عن انه تم اعتماد 11 مستشفى حتى الان، وذلك في مختلف المناطق والمحافظات ال​لبنان​ية، من عكار الى ​طرابلس​ و​جبل لبنان​ و​الجنوب​ و​البقاع​، من اجل تقديم العلاج للمصابين في حال تفشي المرض في المناطق، ولفت الى انه في بيروت تم اعتماد اربع مستشفيات جامعية اضافة الى مستشفى بيروت.

واوضح عراجي انه تم الاتفاق مع وزير الصحة على تجهيز المستشفيات الحكومية خلال اسبوعين كحد اقصى، من اجل استقبال مرضى "الكورونا"، واشار الى ان ​وزارة الصحة​ اقتطعت مبلغ 39 مليون ​دولار​ من قرض كان ​البنك الدولي​ منحه الى لبنان وكان مخصصا منه 30 مليون دولار لمصلحة المستشفيات الحكومية و120 مليونا للمراكز الصحية، لافتا الى ان اقتطاع المبلغ جاء بعد موافقة البنك الدولي على ذلك، واكد عراجي ان العمل بدأ بالفعل بتجهيز المستشفيات الحكومية والاولوية الان، بحسب عراجي، هي لتزويدها بآلات فحص "الكورونا" اي ما يعرف "PCR" لكي يكون باستطاعتها الكشف بشكل سريع على المرضى ولتحديد وضعهم، واشار الى انه من الطبيعي تجهيز غرف عزل للذين يعانون من عوارض طبيعية للفيروس، وغرف خاصة لعناية المرضى الذين لديهم مضاعفات وبحاجة لوضعهم على اجهزة تنفس اصطناعي.

وتابع قائلا "كما اصبح معروفاً فان هناك نقص عالمي لاجهزة ​التنفس​ الاصطناعي، بحيث ان كل ​المصانع​ في ​العالم​ تعمل بأقصى طاقتها لتوفير حاجات الدول"، ولفت الى "النقص في ​ايطاليا​ أيضاً لهذه الاجهزة، حيث كان لدى الاطباء خيار بين مريض واخر لاستعمالها لعدم توفر العدد اللازم، وهذا الامر سبب نسبة عالية من الوفيات في الفترة الاولى هناك". ورغم شراء وزارة الصحة كمية من اجهزة التنفس التي سيصبح عددها حوالى 800 جهاز في لبنان، فإن عراجي يرى ان هذا العدد لا يزال غير كاف في وضعنا الحالي.

وشدد على ضرورة ان يلتزم جميع المواطنين بالبقاء في منازلهم وعدم الخروج منها الا للضرورة القصوى لكي يتم الحد من ازدياد الاصابات، وضرورة عدم التجول في الشوارع والمحال التجارية والمقاهي والمنتزهات التي من شأنها نقل العدوى بشكل سريع، واعتبر ان الخطر الحقيقي هو على كبار السن الذين يعانون من امراض مزمنة والتي قد ينتج عنها مضاعفات، وبالتالي يتطلب ذلك وضع المرضى على اجهزة تنفس اصطناعي. وناشد عراجي المواطنين للبقاء في منازلهم كي لا نصل الى عدد من الاصابات تفوق طاقة جهوزياتنا، خصوصا بالنسبة الى الاشخاص الذين يعانون من امراض رئوية او سرطانية.

وراى عراجي ان الاسبوعين القادمين هما الاخطر بالنسبة لموضوع انتشار الفيروس، واشار الى انه اذا تم تنفيذ التعليمات والارشادات واخذ كل الاحتياطات يمكن ان يكون هناك احتمال للحد من انتشار العدوى وهذا ما نتمناه.

وحول ما اذا كانت هناك طواقم طبية مجهزة في المستشفيات الحكومية، اوضح ان لدى لبنان اهم الاطباء ولفت الى ان معالجة الفيروس يحتاج الى اطباء اختصاصيين في موضوع الرئة والقلب والامراض الجرثومية، ولكنه كشف ان ما ينقصنا هو الطاقم التمريضي وفي الوقت عينه وجه شكره الى نقابة الممرضين والممرضات والتي تقوم بجهود جبارة، كذلك ​الصليب الاحمر​ الذي يعمل على تدريب طواقم بوقت قياسي.

وعن امكان استيعاب لبنان لهذا الفيروس، اعتبر عراجي ان الامر يعود بالدرجة الاولى لوعي الناس وتقيدها بالارشادات المطلوبة.