أشار الناشط في حملة "من القلب للقلب" ​حسين مهنا​ في حديث لـ"النشرة"، إلى أن "​لبنان​ يمر بظروف إقتصادية وإجتماعية صعبة جدا منذ مدة، وهناك صعوبة في الخروج من الواقع الراهن، وأتت ​الأزمة​ الناتجة عن ​فيروس كورونا​ لتزيد الطين بلة"، لافتا إلى ان "في الأشهر الماضية شاهدنا استغلال البعض في لبنان للوضع المأزوم دون مراعاة واجب التكافل الإجتماعي".

ورأى مهنا أن "الإجراءات التي إتخذتها ​الحكومة اللبنانية​ و​وزارة الصحة​ في مواجهة فيروس كورونا جيّدة، وهي أفضل من التدابير المتّخذة في العديد من الدول المتقدّمة على مستوى ​العالم​، ولكن يجب التذكير أنّ الالتزام بالتدابير الوقائيّة ضروري جدا، وهو السبيل الوحيد للحدّ من إنتشار الفيروس، خصوصا أن لبنان غير قادر على المواجهة في حال تمّ تسجيل أعداد كبيرة من الإصابات نظرا لضعف الإمكانيات لدينا".

ولفت مهنا إلى انه "إذا نظرنا إلى تجربة مدينة "​ووهان​" ​الصين​يّة والتي استطاعت السلطات فيها السيطرة على إنتشار الوباء من خلال التزام المواطنين في منازلهم لفترة طويلة، نرى أن تطبيق هذه التجربة في لبنان شبه مستحيل نظرا لعدم قدرة ​الدولة​ على تأمين إحتياجات المواطنين كما فعلت الصين، وايضا غياب مساعدة ​المصارف​".

وأوضح أنه "في ظل هذا الوضع، وبعد إقفال القسم الأكبر من المصالح والمؤسسات في لبنان، وخسارة جزء من اللبنانيين لوظائفهم وفي ظلّ الواقع الاقتصادي الصعب، أطلقنا حملة "من القلب للقلب" والتي ترتكز على تقديم المساعدات للعائلات الفقيرة من جهة، والتركيز على التوعية وضرورة الالتزام بالاجراءات الوقائية التي أعلنت عنها الجهات المعنية من جهة أخرى"، مؤكدا "أننا أردنا تغيير مقولة "اما نموت من الفيروس او نموت من الجوع" ونحن نريد ألا يموت أحد لا من الجوع ولا من المرض".

ولفت مهنا إلى أن "هدف الحملة حاليا هو تأمين الحصص الغذائية، ومن الممكن أن تتطوّر لاحقا لتشمل ​الأدوية​ وأدوات التعقيم ومعدّات ​الوقاية​ من الفيروس"، مؤكدا أنّه "منذ اللحظات الاولى لإطلاق الحملة لمسنا تجاوبا واسعا من الناس، وهذا يؤكد أن اللبنانيين يحبّون بعضهم ويلتفون حول المحتاج في الأزمات، خصوصا أن ما نعيشه اليوم هو أصعب من الحرب العسكريّة وهو يشمل كل لبنان من أقصاه إلى أقصاه".

وأعلن مهنا أنه "حتى الآن استطعنا تأمين حوالي مئة حصّة غذائية، ومن المتوقع أن نصل خلال أسبوعين إلى ألف حصة"، مؤكدا أنّ "القيّمين على الحملة يعتمدون أعلى التدابير الوقائيّة خلال مرحلة توضيب الحصص وتوزيعها"، مشددا على أن "حملة من القلب للقلب لا تقتصر على منطقة لبنانيّة دون الأخرى بل تشمل كل لبنان، كما تلقينا إتصالات من بلديّات عدّة ونتعاون معها للوصول إلى العائلات الأكثر حاجة".

وأوضح مهنا أن "رسالتنا الأساس من خلال الحملة هو التوعية والتأكيد على ضرورة الإلتزام بالإجراءات الوقائيّة، كما نهدف إلى إيصال رسالة للجميع بأننا نستطيع المواجهة من خلال تكاتفنا وتضامننا بالتعاون مع أصحاب الأيادي ​البيضاء​ والخيّرين في لبنان"، لافتا إلى انه "سننشر مقاطع ​فيديو​ لاحقا بالأرقام للاضاءة على كافة نشاط الحملة".