لا تزال أزمة "​الكورونا​" في بدايتها، ورغم تسجيل أرقام منخفضة للإصابات في الساعات الماضية، الا أن ذلك لا يعني سوى أننا نؤخر انتشار المرض، لذلك المطلوب الاستمرار بالتشدّد في الإجراءات المتخذة للمواجهة، لا بل أكثر، لأن الندم لا ينفع، وهذا ما تدركه بلديات ​الضاحية الجنوبية​ واتحاد البلديات.

منذ اليوم الأول لوصول "الكورونا" الى ​لبنان​، تصدّت بلديات وإتحاد بلديات الضاحية الجنوبية للواقع الجديد الذي يتطلّب مستوى مرتفعا من المسؤولية الوطنية، فدخلت بكل أقسامها بحالة طوارئ، قبل إعلانها من قبل ​الحكومة اللبنانية​، وانطلقت نحو العمل على أرض الواقع، بالتعاون مع الأجهزة المعنيّة، من دفاع مدني، وهيئة صحيّة.

فور صدور قرار ​مجلس الوزراء​ بتاريخ 15 آذار، أصدر إتحاد بلديات الضاحية الجنوبية قرارا طلب فيه التالي: توقف العمل في الشركات ومؤسسات ​القطاع الخاص​ ومكاتب المهن الحرّة ووسائل النقل المشترك التي تنقل أكثر من 3 أشخاص، ومنع أيّ نشاط من شأنه إحداث تجمّعات شعبيّة أو إكتظاظا.

كما عمّم الاتحاد الجهات التي تُستثنى من التوقف عن العمل، كالمؤسسات الصحية، والمؤسسات الغذائية ومحطات الوقود، ولكن بنفس الوقت لم يترك لهؤلاء حرّية العمل، بل ألزمهم التقيد بإجراءات معيّنة للوقاية، وحرّك جهاز ​الشرطة البلدية​ للتأكد من الالتزام.

تسيّر مئات الدوريات لشرطة البلديات وشرطة إتّحاد البلديات بمختلف مناطق الضاحية وبكل الاوقات، لمتابعة مدى التزام الناس بخطّة الطوارىء، وبات بالإمكان القول أن الضاحية الجنوبية تلتزم بنسبة 90 بالمئة، وهي نسبة مرتفعة جدا، كذلك تتابع الشرطة المحال التجارية العاملة بإجراءات السلامة، وتم في هذا الإطار إقفال بعضها، وتحرير مخالفات لأخرى.

كذلك تحرّكت أقسام البيئة والأشغال في اتحاد البلديات والبلديات، فأخضعت شوارع ومناطق كاملة للتعقيم، وهي تتابع عملها بشكل يومي، كذلك تخصيص رقم الهاتف 70615619، ليكون بخدمة الأهالي، للتبليغ عن أيّ مخالفة لخطّة الطوارىء، أو أي حالة مشتبه بإصابتها بفايروس "الكورونا"، لإحصاء الحالات وضبطها، كذلك إخضاع أي منزل فيه أحد المصابين للتعقيم بالاشتراك مع المفرزة الصحّية بالاتحاد، بعد نقل الحالة بالتعاون مع ​الصليب الأحمر اللبناني​ والهيئة الصحيّة الى المستشفى، كما تعقيم المبنى والمصعد، ومتابعة من يجب أن يبقى بالحجر المنزلي بحال اختلاطه مع الحالة المصابة.

بالإضافة الى ذلك تقوم المفرزة الصحية، بجولات على المنشآت الصحية والغذائية في المنطقة المذكورة، لإرشادها على طريقة العمل المُثلى، لتطبيق الإجراءات الوقائية اللازمة. كذلك كان للشق الإعلامي دوره في عمل الاتحاد، اذ اطلق حملة اعلاميّة على اللوحات الإعلانيّة، وبالتعاون مع عدد من الشاشات الاعلامية المحليّة، هدفها الإرشاد على سبل الوقاية، وبالموازاة، أُقيمت دورات تدريبية للفرق البلديّة المختصّة بمتابعة تطبيق خطّة الطوارىء، للإطلاع على كيفيّة العمل خلال الأزمات المماثلة.

يقوم إتحاد البلديات بإحصاء كمية المساعدات الغذائيّة التي يجب أن تتوافر للسكّان الموجودين ضمن نطاقه، ولكن لا يوجد لديه القدرة على الإيفاء بها لوحده، لذلك سيتعاون مع الجمعيات الاهليّة والمبادرات الفرديّة والجماعيّة لتأمين المساعدات، على أمل الانتهاء من هذه الأزمة بأسرع وقت ممكن.